خالد بن حمد المالك
أحاول أن أفهم لماذا لا تعلن إسرائيل عن موافقتها على قرار وقف إطلاق النار، بدلاً من أن تنوب عنها أمريكا في إعلان قبولها بالقرار، بينما يعلن الإسرائيليون بأنهم سوف يواصلون القتال، أفتش عن سبب، عن مبرر، وعن ما وراء الأكمة في ذلك، فلا أجد إلا أن تطبيق القرار لو أخذ طريقه للتنفيذ ففيه ما فيه.
* *
الدول السبع تطالب حماس بالقبول بالقرار، ولكنها تلتزم الصمت ولا تطالب إسرائيل بأن تعلن عن موافقتها هي الأخرى على القرار، فيثير ذلك في النفس شهية طرح أكثر من سؤال حول هذا الغموض في التعاطي مع قرار مجلس الأمن دون إجابة، ما يعني أن هناك محاولة فقط لتخليص الرهائن من قبضة حماس، وما عدا ذلك فللمجهول.
* *
عبثاً أقف بحزن أمام هذه الازدواجية في التعامل مع وضع إنساني يُقتل فيه الفلسطينيون بالآلاف، دون أي تحرك جاد لإيقاف حمام الدم، ومنع القتلة من مواصلة مجازرهم وحربهم الإبادية، فوا معتصماه!
* *
وما يحزنني أكثر أن هناك من يضغط على الفلسطينيين للقبول بوقف إطلاق النار بأي ثمن، دون النظر لحجم التضحيات، ومقتل وإصابة أكثر من 100 ألف بين شهيد ومصاب.
* *
نعم لوقف القتال فوراً، ولانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، والبدء بتبادل الأسرى بين الجانبين، والشروع في الترتيبات التي تحقق للفلسطينيين دولة عاصمتها القدس.
* *
ولا لحلول مطاطية، كاذبة، وترفض خيار الدولتين، وتمعن في قتل المدنيين تحت الاحتلال الإسرائيلي البغيض، مهما كانت التضحيات، كما هي الآن وأكثر.
* *
المطلوب تقريب المسافات، وسد الفجوات، والوقوف على مسافة واحدة بين إسرائيل وفلسطين، وبدون ذلك فلن ينتهي القتال، وسوف يستمر الصراع.
* *
والحل بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وليس لدى إسرائيل، فمتى رفعت واشنطن غطاء دعمها العسكري والسياسي ينتهي العناد الإسرائيلي، وتختفي الأطماع الإسرائيلية.
* *
فهل نحن على موعد، وما نوع هذا الموعد، وطبيعته، ومكانه، وزمانه، الجواب عند واشنطن، وهل 7 أكتوبر سوف تحرك الساكن، وتشعل فتيل المتحرك بأكثر مما حدث في السابع من أكتوبر؟!