احمد العلولا
على غرار مقولة شائعة (اطلبوا العلم ولو في الصين) تلك التي لا يزال البعض يعتقد بأنها (حديث نبوي) وذلك غير صحيح، خلال وجودي في الصين من أجل السياحة وليس بهدف التجارة! طلبت من شقيقي أبي رعد شبه مقيم في مدينة أغنياء الصين، والسيارات الفارهة باهظة الثمن، أن يتولى عملية التنسيق مع أحد أصدقائه الصينيين، للقيام بزيارة مدرسة متوسطة في مدينة وينزو، وتمت تلبية الطلب في أسرع وقت ممكن، فوجئت عند الدخول بطلب عدم التصوير لأن الزيارة ودية ولا تحمل صفة الرسمية، وفي اختصار شديد خرجت بعدة انطباعات إيجابية، منها احترام الوقت والجدية وتخصيص ساعات طويلة للتدريب الرياضي التخصصي لاسيما في الألعاب الفردية ومنذ سن مبكرة وفقاً لمعايير محددة، يراعى فيها، الفوارق الفردية والميول منذ الصغر، وعلمت أن الرياضي الطالب المتفوق يعامل معاملة خاصة، حتى وإن بدأ ضعيفاً في المواد العلمية، لأنه سيتوجه لمعاهد تدريب متخصصة، يقضي جلّ وقته فيها للتدريب الشاق في لعبة محددة، لذا تفوقت الصين عالمياً في كافة الألعاب ما عدا كرة القدم التي لا تحظى بالدعم المماثل مقارنة بغيرها من الرياضات الفردية والجماعية، في مدارس الصين، هناك اهتمام كبير بتوفير وجبة غداء صحية (شبه مجانية) لكل طالب، وبيت القصيد أولاً وأخيراً، نحن بحاجة ماسة لإعادة صياغة الطرق والأساليب الكفيلة ببناء قاعدة صلبة ومتينة من الرياضيين ومنذ الصغر (العلم في الصغر كالنقش في الحجر) كي نحظى بجيل واعد يضع له بصمة في حاضر ومستقبل الرياضة السعودية في المحافل العربية أولاً ثم الآسيوية ومن بعد ذلك الأولمبية والدولية، لا أن نترقب وصول لاعب لمجرد التأهل لدورة ثم يخرج منها بـ (خفي حنين) من أول تصفية، وسامحونا.
الحج قصة نجاح سعودية
نبارك لحجاج بيت الله الحرام، فوزهم بتأدية المناسك بكل يسر وطمأنينة بفضل من الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم الدعم اللا محدود من قبل (السعودية العظمى) التي سخّرت كافة إمكاناتها وقدراتها من بنى تحتية متكاملة، وبما تملكه من قدرات وطاقات بشرية متمرسة في جميع المجالات، الحمد لله حمداً كثيراً، لقد برهنت حكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الوالد الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضده الأيمن عرَّاب الرؤية الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- أن السعودية ماضية قدماً في مواكبة العصر بهدف توفير حج آمن، تضع نصب عينيها خدمة ضيوف بيت الله الحرام، منجزات حج هذا العام أكثر من أن تعد أو تحصى، ولو تكلمت بعاطفتي كمواطن سعودي، هذا لا يكفي، لكن ماذا عن مشاعر وانطباعات الحجاج القادمين من مشارق الأرض ومغاربها، كانت كلمتهم بالإجماع، شكراً للسعودية حكومةً وشعباً، قصة السعودية بدأت ولن تنتهي مع الحج ولمن حج البيت أقول حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً، وسامحونا.
الصين.. الكويت
(اللي ما ياكل بيد غيره لن يشبع)
يبدو ستتغير مقولة (اللي ما ياكل بيده لن يشبع) في التصفيات الأخيرة للتأهل لكأس العالم وكأس آسيا، وجدت الصين نفسها خارج اللعبة، وبقدرة قادر، وفي آخر النفق المظلم، رأت النور بواسطة حارس منتخب سنغافورة الذي قدم للتنين خدمة لا تقدّر بثمن، رغم الخسارة من تايلاند، تمكّن من صد العديد من الكرات الخطرة، وقال الحارس: وجدت أموالاً تدخل في رصيدي هدية من الصينيين!
لن أذهب بعيداً، المنتخب الكويتي هو الآخر، كان خارج حسابات التأهل، وبقدرة قادر، قدم له منتخب قطر الأول على مجموعته خدمة بالمجان بعد الفوز على الهند، وتلك هي مباريات كرة القدم، قد تخدمك نتائج الآخرين، ولن تشبع مهما أكلت بيدك، قد تحتاج إلى يد غيرك، وسامحونا.
آخر المشوار
من بلاد بعيدة، الصين أتقدم من الجميع بخالص التهاني والتبريكات القلبية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الرحمن أعواماً عديدة، والسعودية العظمى حكومةً وشعباً في نمو وتقدم مستمر، وسامحونا.