عبد العزيز الهدلق
بعد نتائج منتخبنا في كأس آسيا بقطر 2023 ثم في التصفيات الآسيوية، والتي اختتم دورها التمهيدي الأسبوع الماضي أمام منتخب الأردن بخسارة غير مقبولة على ملعب الأول بارك وبين الجماهير السعودية التي خيب الأخضر آمالها، أصبح من الواجب أن تتغير إستراتيجية إدارة المنتخب، وإستراتيجية إعداده المستقبلية للاستحقاقات القادمة، فمن الواضح أن المنتخب لا يسير في الاتجاه الصحيح، وأصبح التدخل في هذه المرحلة واجباً.
وأتوجه في هذا المقال لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، وأذكِّر بأن المنتخب مقبل على أربعة استحقاقات مهمة للغاية وهي كأس العالم 2026 بأمريكا وجاراتها، ثم كأس آسيا 2027 الذي تستضيفه المملكة، ويليه كأس العالم 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال، فكأس آسيا 2031، الذي لم تحدد الدولة المستضيفة له حتى الآن، وأخيراً الاستحقاق الأكبر والأهم بالنسبة لنا وهو كأس العالم 2034 والذي سوف تستضيفه بلادنا - بإذن الله.
ومن خلال هذا الاستحقاقات يتضح أن بلدنا سوف تستضيف بطولتين كبيرتين هما كأس آسيا 2027، وكأس العالم 2034 .
فما هو هدف منتخبنا الوطني في كل محطة من تلك المحطات؟!
وقبل تحديد الهدف، يجب أن لا ننسى أن المنتخب السعودي يمتلك إرثاً كروياً ضخماً آسيوياً، وتاريخاً كروياً مشرّفاً في كؤوس العالم. ويفترض أن تكون الأهداف الموضوعة طموحة جداً، وترتقي بالآمال بما يتخطى ما تحقق في المشاركات الماضية، فعلى الصعيد الآسيوي يجب أن يستعيد الأخضر عرشه، خصوصاً وهو يلعب على أرضه وبين جمهوره. وعلى صعيد كأس العالم 2034 يفترض أن يكون الهدف بلوغ الأدوار المتقدمة، بما لا يقل عن دور الثمانية. وهذه طموحات مشروعة لكل محب وعاشق للكرة السعودية. وإذا كان هدفنا بلوغ دور الثمانية في كأس العالم 2034 فيجب أن لا يقل هدفنا في كأس العالم 2030 عن بلوغ دور الستة عشر.
ولتحقيق هذه الأهداف يجب أن يُدار المنتخب منذ الآن بفكر مختلف، وبطريقة غير تقليدية مثلما هو حاصل اليوم.
حيث يفترض تسليم المنتخب كاملاً بإدارته وجهازه الفني لخبرات أجنبية بقيادة المدرب مانشيني. ويطلب من هذا الفريق وضع خطة إستراتيجية 2024 - 2034 ووضع أهداف فرعية ومستهدفات رئيسية لكل سنتين. بما يضمن تحقيق كأس آسيا 2027، وبلوغ دور 16 في مونديال 2030، ثم بلوغ دور 8 في مونديال 2034. وإذا لم يتحقق مستهدف 2027 فلا بد أن يكون هناك خطأ وقصور، مما يتطلب التدخل لتعديله. لكي لا نفشل في تحقيق ما بعده من مستهدفات.
والذي دعاني للتوجه لسمو وزير الرياضة بالنداء لتولي هذا الملف لأن الاستحقاقات القادمة للأخضر مختلفة تماماً عمَّا قبلها، والمسؤولية الوطنية المعقودة على المنتخب أكبر من أي وقت مضى. فالمشاركات القادمة مرتبطة بشكل مباشر بمشروع التطوير الرياضي الوطني، ومرتبطة برؤية المملكة 2030، فعندما تستضيف المملكة لأول مرة نهائيات كأس آسيا، وكأس العالم فذلك يأتي استجابة لرغبة القيادة -حفظها الله، التي تعتبر هذه الاستضافات جزءاً من تقديم صورتنا الجميلة والحديثة للعالم.
وصورتنا الجميلة لن تكتمل إلا بمشاركة قوية وفعَّالة لمنتخبنا الوطني. وأمام هذا المشاركات غير العادية للأخضر، والمسؤوليات الكبرى التي تفرضها فإنها تتطلب أن يكون الإشراف على المنتخب خلال السنوات العشر القادمة بيد أعلى سلطة رياضية. لسهولة اتخاذ القرار، وتقديم الدعم، وقوة العلاقات والاتصالات مع كل الجهات داخلياً وخارجياً التي تحقق مصالح المنتخب، كما أن الدعم وتوفير الميزانيات المطلوبة سيكون متاحاً بشكل أكبر. إضافة إلى أن مستوى الإشراف العالي يوفر القدرة على تجاوز التحديات والعقبات بسهولة.
وقد تكون وجهة النظر التي ترى أن تلك مسؤوليات اتحاد الكرة مقبولة لو أن المنتخب يسير حالياً في الاتجاه السليم والصحيح. ولكن المنتخب ليس كذلك. والمؤشرات تؤكد ذلك. فتصنيف منتخبنا على الصعيد الآسيوي يقع حالياً ضمن المستوى الثالث! وهذا لا يليق بمن يستعد لاستضافة كأس آسيا وكأس العالم، وتعلق عليه آمال عريضة.
زوايا
** المنتخب الذي سيمثّل الكرة السعودية في مونديال 2034 تتراوح أعمار لاعبيه اليوم ما بين 15 - 18 سنة. فما هي رؤية اتحاد الكرة تجاه هذه الفئة من اللاعبين اليوم؟!
** الأصل في وجود رابطة دوري المحترفين في كل الدول التي تطبق نظام الاحتراف أنها تدافع عن حقوق الأندية المحترفة!
** إن لم تعلن روزنامة الموسم القادم كاملة ويتم الالتزام بها، ويصدر جدول الدوري كاملاً قبل بدء الدوري بوقت كاف فإن كل جهود التطوير ستتحول إلى هباء.
** موسمنا القادم يحتاج إلى حكام نخبة من أوروبا، ويجب أن يتوصل اتحاد الكرة خلال فترة الصيف إلى اتفاق مع الاتحادات الأوروبية لصيغة تعاون تضمن وجود هؤلاء الحكام في مسابقاتنا الكروية.
** أي قرار يصدره اتحاد الكرة بشأن تطوير اللعبة والمنافسات مثل عدد قوائم لاعبي الأندية، أو زيادة عدد اللاعبين الأجانب ولا يستأنس فيه برأي مدربي الأندية والمنتخب فهو قرار تشوبه العديد من الشوائب.