محمد بن عبدالله آل شملان
قال الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-: «إني أبشركم، بحول الله وقوته، إن بلد الله الحرام في إقبال وخير وأمن وراحة، وإنني إن شاء الله تعالى سأبذل جهدي فيما يؤمن البلاد المقدسة، ويجلب الراحة والاطمئنان لها».
- قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-: «نتشرف جميعا بخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم، ونبذل الغالي والنفيس لتوفير أسباب الطمأنينة لهم».
- قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء: «المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها شرّفها المولى سبحانه وتعالى بخدمة الحرمين الشريفين، والعناية بهما، وجعلت ذلك في مقدمة اهتماماتها، واتخذت الجهود كافة وسخرت جميع الإمكانات بما يوفر وسائل الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن».
اهتمام الملوك
يظل الاهتمام بالحج والحجيج والحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة أولوية لدى ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة، منذ توحيد أرجائها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، مرورا بأبنائه الذين حملوا الرسالة من بعده، الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله -رحمهم الله- وصولا إلى هذا العهد المشرق، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- الذي جعل رعاية الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة، وأسبغ عليها كريم عنايته ورعايته وإشرافه الشخصي، انطلاقا من إيمانه العميق بأن ذلك أمانة شرّفت بها هذه الدولة فتحملت مسؤولياتها في الإنفاق على هذا العمل الجليل، أداء للواجب واضطلاعا بالمسؤولية دونما انتظار شكر أو ثناء من أحد، وإنما رجاء المثوبة والأجر عند الله تعالى واحتساب ما لديه بخير الأعمال وصالحها، وتسهيل أداء المسلمين مناسكهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم، ويجسد هذه العناية والرعاية واقع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة الذي يلمسه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، في موسم الحج من كل عام. ولا شك أن ما تشهده بلادنا في هذا العهد الزاهر الميمون، وبمتابعة دؤوبة من سمو ولي العهد -أدام الله توفيقه– في ظل الرؤية السعودية 2030، الذي يتابع عمل كل الجهات الحكومية التي تعمل في خدمة ضيوف الرحمن وبكل دقة ليؤدي الحجاج حجهم بكل يسر وطمأنينة وأمان وسلامة، الذي اكتملت فيه أسباب قوة الدولة ومنعتها وازدهارها، خير شاهد وبرهان، وواقع لا يحتاج إلى بيان، اقتصاد قوي متين، وعمران شامخ وعظيم، ونهضة تعليمية واسعة، وإنجازات علمية رائعة، وتقدم طبي هائل، وتوسعات تاريخية للحرمين الشريفين، ومشروعات ضخمة في المشاعر المقدسة، ونهضة شاملة في كل مناحي الحياة.
وزارة الداخلية
المتأمل في حجم التحديات التي يتصدى لها الرجل النموذج صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وعلى مدى نحو سبعة أعوام، وهو في موقع المسؤولية الأمنية ورعاية أمن وخدمات الحج من خلال تسنمه لحقيبة وزارة الداخلية، وترؤسه للجنة الحج العليا، يدرك حجم الأعباء التي تقع على عاتقه، التي يتصدى لها بمنتهى الكفاءة والاقتدار في إدارة شؤون الحج، ويقف على حجم الجهود والإمكانات الهائلة التي تبذلها وتنفقها وزارة الداخلية ولجنة الحج العليا، بدعم من القيادة الرشيدة، لضمان راحة وأمن وطمأنينة ضيوف الرحمن على مختلف الأصعدة.
وتحشد المملكة كل طاقاتها البشرية، وتسخر جميع إمكاناتها المادية والتقنية، لخدمة ضيوف الرحمن، مع الاستمرار في خطط توسعة الحرمين الشريفين، وتطوير المشاعر المقدسة، وبناء قطاعات الخدمات المختلفة، وتوفير أفضل الآليات لإدارة شؤون الحج.
وتدرك تماما شرف التكليف وحجم التحديات وضخامة المسؤولية وثقل الأعباء، حيث لا تستطيع أي دولة في العالم، مهما كان حجم إمكاناتها البشرية والمادية، أن تتعامل مع نحو مليون وثمانمائة ألف إنسان في وقت واحد، ومكان واحد، وزمن واحد، وتوفر لهم الأمن والأمان وجميع الخدمات بمثل هذا المستوى النوعي، وتتعامل معهم بمختلف أطيافهم وثقافاتهم بكل شفافية ودون تفرقة، وتقوم بتأمين إقامتهم وتنقلاتهم حتى تمام نسكهم، لتسجل بهذه الإنجازات كثيرا من المبادرات الفاعلة التي تثبت كل عام قدرة المنظمين وقيادات أمن الحج على مواجهة كل التحديات.
وحينما تكون كل أجهزة الدولة -وفي مقدمتها وزارة الداخلية- بجانب عديد من الوزارات والهيئات والمؤسسات التي تتشرّف بخدمة ضيوف الرحمن في ميادين الخدمات العامة، وبمثل هذا الحضور الفاعل والمشرف، فهذا ما يترجم بكل موضوعية معنى أن يكون قائد هذه البلاد المعطاءة هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- أيده الله-، ومعنى أن يكون صاحب الرؤية الطموحة 2030 هو سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وأن درعها الواقي ومهندس أمنها هو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله-، وأن هذه النجاحات المتوالية لمواسم الحج لم تتأت إلا من خلال عمل جبار وصل الليل بالنهار لينتهي إلى كل هذه القدرات التي أحالت مواسم الحج إلى واحة من الأمن والأمان والطمأنينة، لتسعد كل مؤمن لبى نداء الحج وجاء على كل ضامر ومن كل فج عميق.
حفل سنوي متشح بوسام العظمة والمنعة
أخذنا الحفل السنوي الذي نظمته قوات أمن الحج المشاركة في موسم حج هذا العام 1445هـ، الذي وقف عليه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، من أجل تفقد جاهزية قوات أمن الحج لتنفيذ مهامها في حفظ أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، إلى عوالم الدهشة والإعجاب، وكان حقا بالفعل مثل الملاحم العريقة والتقاليد الخالدة، حفل دلف كاخضرار الفصول إلى أعماق قلوبنا وكحصن دافئ يلفنا بالمودة والوفاء لهذا الوطن الحبيب، فعلى مدى ساعة من الزمن رأينا شروق شمس قوات أمن الحج عند أول خيط أضاء كبد السماء، ومن ثم الدرب الطويل للمؤسسين العظماء الأوائل الذين بذلوا جميع ما لديهم بكل تفان وإخلاص في مسيرة قوات أمن الحج، ووضعوا القواعد بكل فخر وحماس، وكان جميع العمل يصب في اتجاه واحد، هو مسار أمن ونجاح موسم الحج وسلامة واطمئنان الحجيج.
ليس من السهل أن تختزل فترة استعدادات كاملة في لوحة جميلة مدتها ساعة، لكن استطاعت قوات أمن الحج أن تأخذنا من حافة الاستعدادات إلى الضفة الأخرى من تسلسل الأعمال عبر الجاهزية باستعراض أبرز الآليات والمدرعات والمركبات الخاصة، وطيران الأمن، وفلقت الفرضيات الأمنية الواحدة تلو الأخرى، لتؤكد مستوى القدرة والإتقان التي تتميز بها القوات.
في كلمته الرائعة قال معالي مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج الفريق محمد بن عبدالله البسامي: «إن قوات أمن الحج على أتم الاستعداد والجاهزية للتعامل بأقصى درجات الحزم والقوة لمواجهة كل ما قد يعكر صفو ضيوف الرحمن، وبما يكفل لهم أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة».
إنها لمناسبة وطنية تبرق في أعماق كل مواطن كبريق البلور الأصيل، فالكلمات تكاد تعجز حين نتحدث عن جهود قوات أمن الحج الخالدة في أعماق التاريخ، فيكفي أن اسم قوات أمن الحج متدثر بعلم المجد والتضحية والفداء والولاء.
كلمة معالي مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج الفريق محمد بن عبدالله البسامي في الحفل الأسطوري انداحت في عروقنا وسكنت القلب، ولعلي أستذكر فقرة تركتني أنسى منطق التعبير، وهي: «إن قوات أمن الحجاج باشرت تنفيذ مهامها المكلفة بها لموسم حج هذا العام وفقا للخطط الأمنية والوقائية المعتمدة على مجموعة من الركائز التي تجعل الاستعداد المبكر والتكامل بين كافة الجهات المشاركة نموذجا عملياتيا يعكس مهارة التخطيط ودقة التنفيذ لمهامها في ظل استشعار الجميع لعظم المسؤولية تجاه واجبهم الديني والوطني وامتثالا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وبإشراف مباشر من سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا».
فشكرا ثم شكرا، لجميع قوات أمن الحج على هذا الحفل الرائع، المتشح بوسام العظمة والقوة والمنعة.
منهج مثالي ومتابعة شخصية
يحرص دائما صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، على رفع مستوى خدمة الحجاج في كل مسارات شعيرة الحج ومجالاتها وأبعادها، والوقوف شخصيا على مدى نجاح المشروعات التي يتم تنفيذها في مكة المكرمة ومختلف المشاعر المقدسة، انطلاقا من توجيهات القيادة الحكيمة لتقديم أرقى الخدمات للحجاج ليؤدوا مناسكهم وعباداتهم في أجواء إيمانية.
وتأتي زيارة سموه -حفظه الله ورعاه- إلى عدد من المشروعات التطويرية في المشاعر المقدسة، ومن بينها المخيمات المطورة بمشعر عرفة، وساحات نزول الحجاج الجديدة بمزدلفة، إضافة إلى طريق المشاة الجديد «المشعر الحرام»، ومشروع كدانة الوادي بمشعر منى، تأكيدا على الاهتمام اللامحدود الذي يوليه سموه إلى الحجاج ورسم آفاق ومسارات تجربتهم المرجوة في مختلف المجالات وتحسين وتجويد الخدمات المقدمة لهم. كما وقف أيضا على سير العمل في مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج بمقر الأمن العام في مشعر منى، وكذلك سير العمل في مركز القيادة والتحكم التابع للدفاع المدني بمشعر منى، كما رعى للمنتدى الأول للصحة والأمن في الحج الذي تنظمه الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية.
فالمعروف عن أميرنا المحبوب ودرع الوطن سمو وزير الداخلية، تفقده مشروعات التنمية والتطوير بشكل شخصي، والاستماع إلى ما يطرحه المسؤولون وجها لوجه من دون أي وسيط، وهي تعد من الركائز العظيمة التي ورثها من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ومن آبائه وأجداده حكام المملكة الكرام، الذين كانوا بحق وحقيقة أعجوبة في مسيرة بناء تنمية الأوطان والمساهمة في الحضارة الإنسانية.
إن سمو وزير الداخلية، بصفته رئيسا للجنة الحج العليا، لا يعمل بالنهج التقليدي الذي نشاهده عند الكثير من القيادات، إنما يعمل وفق توجهات ونظريات لا يمكن أن تخطر في بال أحد، ومنهج رصين فذ أذهل متابعيه، فراحة حجاج بيت الله الحرام ورضاهم، وتمتعهم بالأمن والأمان مبدأ رئيس عنده، وتحقيق التنمية والتطوير أهدافها، وفق رؤية خلاقة مبدعة وطاقات موهوبة وخبرات فريدة تخوض غمار بناء عوامل نجاح مواسم الحج، وتدفع عجلة نمائها ونهضتها بكل إرادة وعزيمة وصدق.
ومن هنا فإن الكثير من المقربين منه شغلهم الشاغل استحثاثهم الخطى للتعلم والنهل من مفاهيم وقيم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ـ، وفلسفته في التخطيط والتطوير والإعداد، الكل يريد أن يستفيد من خبراته، والدروس التي تمنح السير في اتجاه الطريق الصحيح، بالقوة في العزيمة والثقة في النفس والثبات على المبدأ.
كلماته.. الإقدام والحكمة
اشتمل حديث صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا -حفظه الله ورعاه- خلال لقائه أعضاء اللجنة الأمنية بالحج والقيادات الأمنية والعسكرية للقطاعات المشاركة في مهمة الحج على دلالات كبيرة وتفاصيل دقيقة لجميع ما يجري على مسرح الاستعداد لحج هذا العام 1445هـ، وكذلك سبل التكامل والتنسيق للقضايا وإنجاز المهمات المطلوبة من الجهات الأمنية في الوزارة والجهات العسكرية من وزارة الحرس الوطني، ووزارة الدفاع، ورئاسة الاستخبارات العامة، ورئاسة أمن الدولة، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وهيئة الرقابة ومكافحة الفساد على وجه الخصوص، واستخلاص الدروس والعبر من هذا الشرف، لمواصلة أداء الأمانة التي أؤتمنا عليها، والعمل بروح التعاضد المنشود، يقول سموه: «المملكة تعتز بخدمة ضيوف الرحمن، في ظل الاهتمام البالغ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، بحجاج بيت الله الحرام، وتوجيهاتهما -أيدهما الله-، ببذل قصارى الجهود لتيسير أدائهم للنسك بأمن وأمان»، وطالب سموه بالاحترافية العالية، والجاهزية التامة لوأد أي تجاوز من شأنه تعكير صفو الحج.
فكان سمو الأمير أكثر حزما وانتباها وحريصا أتم الحرص، على بقاء مجتمع حجاج بيت الله الحرام متميزا بالأمن، ينعم بما عرف عن المملكة وتعود عليه واستقر في أمانه.
إن كل حديث إعلامي يجريه سمو وزير الداخلية، هو وضع للنقاط على الحروف، وانتصار كبير للفهم والدور بوجه عام، فسموه يبني على النجاحات ويرينا كيفية تقويتها والمحافظة على مسيرتها، وكل ما ورد في حديث سموه مع أعضاء اللجنة الأمنية بالحج والقيادات الأمنية والعسكرية للقطاعات المشاركة في مهمة الحج هو بمنزلة الطريق الأمثل لمستقبل موسم الحج وحمايته وصيانة مكتسباته وإنجازاته على جميع المستويات، وكلمات تصعد برجل الأمن إلى الآفاق العليا.
أسأل الله العلي القدير أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء، وأن يحفظ هذا الوطن وعقيدته وقيادته وأمنه وأمانه، وأن يتقبل من الحجاج حجهم ويمنّ عليهم بالأجر والمغفرة، ويردهم إلى أهلهم وذويهم فرحين مستبشرين، إنه سميع مجيب.