قال الناقد محمد بن علي الطريّف:
للشعر الشعبي مكانته الكبيرة بتاريخه العريض في الماضي والحاضر وما يؤمل منه في المواكبة لكل منجز في المستقبل ناهيك عمّا تحتويه نصوصه المميزة بكافة أغراضها من الحث على القيم ومكارم الأخلاق، ومع كل هذا يؤتى ببعض المعدين الذين يجهلون الشعر الشعبي جهلا فاضحا لا يحتاج إلى أدلّة إثبات - .
فالواقع خير شاهد على- البرامج التي تستضيف بعض من ابتلي بهم الشعر (من منظور نقدي) بعيدا عن أي شخصنة حيث لا تمكّن من اساسيات القصيدة، مثل الوزن القافية المعنى المفردة ولا تميّز في التداعيات والأخيلة والرموز والصور؛ مما أفضى لتسطيح الذائقة في غياب معدين متخصصين أولى بأن يناط بهم الدور في هذا الشأن طالما أن كثيرا من المذيعين غير ملمين بكنوز الشعر الثمينة في نصوص شعراء الشعر الشعبي في الماضي والحاضر، فهناك شعراء أفنوا عمرهم في الإبداع، ولم يتأت لهم ذلك من فراغ بل بمواهب أصيلة تمكّن منها أصحابها بالصقل في المعرفة والثقافة العالية وتكوين المخزون اللغوي والإلمام بالشعر كجزء لا يتجزأ من الأدب الشعبي وهم الأولى بأن يتصدروا المشهد إنصافا لهم كحق مستحق، ولأن -الرصد أول خطوات العلاج- يجب أن تكون هناك نظرة جادة لحل هذه الإشكالية التي باتت مهزلة تتمثّل باستضافات متكررة لاتسمن ولا تغني جوع الذائقة الرفيعة في الشعر لأسماء ليس في جعبتها من الإبداع إلاّ علاقة شاعر بمعد أو مذيع تتمثل (بواسطة مكشوفة) المرة تلو الأخرى إلى درجة السأم، وما نتأمله هو الا يحتفى في القنوات الفضائية الاّ بشعراء في مستوى الشاعر الأمير خالد الفيصل والشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله أو الشاعر مساعد الرشيدي -رحمه الله أو الشاعر نايف صقر (على سبيل المثال لا الحصر) حتى نبقي على مكانة الشعر الشعبي الرفيعة التي تليق به.
**
- محمد بن علي الطريّف