إبراهيم بن سعد الماجد
(فَــــــرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ).
لغة النفاق واحدة، فهؤلاء المثبطون عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، هم أنفسهم الذين قالوا: الحج غير آمن! في دعوة خبيثة أرادوا بها تخويف المسلمين من الذهاب إلى أداء فريضة الحج! في قول صريح واضح لا يختلف عن قول المنافقين في زمن رسول الله عليه السلام!
قالوا: الحج غير آمن وقالوا ستكون في الحج أحداث مؤلمة، وقالوا ستسمعون أخباراً مزلزلة! وقالوا وقالوا، وكنا نقول نحن خدام بيت الله الحرام ومسجد رسوله وخدام ضيوف الرحمن، حجكم آمن بإذن الله، ولن يكون إلا كل ما يمنحكم الطمأنينة والراحة والسلامة والأمان في مشاعركم وتنقلاتكم حتى عودتكم لدياركم، وكان بحمد لله الأمن والأمان عنوان حج هذا العام كما هو عنوان حج كل عام.
قل موتوا بغيظكم، فما كنا في هذه البلاد بفضل الله قيادة وشعباً إلا المخلصون في خدمة حجاج بيته الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان يوماً من الأيام نمن على مسلم بما نقدمه، بل نرى في خدمة ضيوف الرحمن فضل ومنّة من الله نشكره سبحانه وتعالى عليه، فنحن لضيوفه خدّام وهي خدمة شرف وعز نبتغي بها ما عند الله.
أبواق مأجورة كل عام تأتي بشكل مختلف، ولكنها هي هي الهدف واحد والغاية واحدة!
حج آمن ينطلق من أرضية صلبة، أسست لخدمة الحاج (فلا حج بلا تصريح) كان هدفه خدمة هذا الحاج تحديداً، أمنياً وطبياً وغذائياً واجتماعياً.
أجهزة الدولة الرسمية ومؤسسة القطاعات المجتمعية كانت جميعها تقدم خدماتها المجانية قبل أن تُطلب في تسابق للخير، ووجوه العاملين تتهلل فرحاً وسعادة رغم قساوة الطقس، وما ذلك إلا لأن العمل في خدمة ضيوف الرحمن، ليس مرتبطاً بأداء الوظيفة الرسمية، وإنما هو من أجل رضاء الله سبحانه وتعالى أولاً ثم رضاء من سمى نفسه بخادم الحرمين الشريفين فلا أقل من أن نحقق شرف هذا اللقب العظيم.
نجح الحج كما هو مخطط له بفضل الله، وماتوا بغيظهم وسيموتون ألف مرة ومرة فلا مجال للمقارنة بين منافقين ومؤمنين.
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه على حفظ الله لحجاج بيته الحرام، حمداً يوجب علينا المزيد من العطاء والمزيد من الشكر لينعم كل مسلم بهذه الأجواء الإيمانية أن كان حاجاً أو معتمر، وننعم بشرف الخدمة وعظيم الأجور من الكريم المنان.
التهنئه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بتمام حجاج بيت الله الحرام حجهم، وعودتهم لديارهم سالمين غانمين، والموت لكل منافق وحاقد وعميل أراد إثارة زوبعة من التخويف والفتنة، نكررها مرات ومرات (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).