عثمان أبوبكر مالي
شهر من الإثارة والمتعة الكروية تنتظر محبي وعشاق كرة القدم، عبر البطولة الأقوى والأجمل، والأكثر (فرجة) من خلال مباريات بطولة الأمم الأوروبية (يور 2024م) والتي بدأت يوم الجمعة قبل الماضي (14 يونيو) وتستمر حتى الرابع عشر من شهر يوليو المقبل، ورغم أن مرحلة المجموعات تحسم اليوم (الأربعاء) وتتحدد بشكل نهائي الفرق التي ستتأهل إلى دور الستة عشر، لا يبدو أن هناك (مفاجأة) حدثت كانت غير منتظرة، وفيما تبقى متوقع أن يكون هناك خروج أكثر من فريق إذا لم تخدمه نقاط التأهل ليكون من ضمن أحسن أربعة ثوالث وذلك ما سيعرف بنهاية مباريات دور المجموعات اليوم.
الملاحظ أن متابعة الجماهير السعودية لهذا اليورو هو الأكثر اهتماما ومشاهدة، ومن أعوام، وهذا طبيعي بعد أن أضيفت جزئية مهمة جدا، من اهتمامات المتابع الرياضي للمنتخبات القوية والمنتخبات المفضلة وهي جزئية النجوم المحليين (إن جاز التعبير) المشاركين في البطولة من لاعبي أنديتنا المحلية بقمصان بلدانهم. وصل عدد أولئك اللاعبين إلى خمسة عشر لاعبا في الدوري المحلي السعودي (دوري روشن) في سابقة لم تحدث من قبل، وهذا العدد لا يتوافر في دوريات أوروبية كثيرة جدا، تشارك منتخباتها في البطولة نفسها، إذ تفوق عليها (الدوري السعودي) في استقطابه لنجوم كبار يشاركون في اليورو، وينافس منتخباتها على المراكز المتقدمة في اليورو، لكنها تملك عددا أقل من اللاعبين في دورياتها (المحلية الأوروبية) ومن أهم الأسماء هنا منتخب البرتغال (متصدر المجموعة السادسة) ومنتخب بلجيكا ومنتخب رومانيا يشارك منها (12 لاعبا) فقط، أيضا منتخبات رومانيا (10 لاعبين) والمجر وكرواتيا وبولندا (9 لاعبين) واسكتلندا (8 لاعبين) ومنتخب سويسرا (ثاني المجموعة الأولى) ستة لاعبين فقط، والدوري السعودي هو الوحيد في العالم من خارج القارة العجوز(أوروبا) يقدم عدد (15 لاعبا) للبطولة، وهو ضعف عدد اللاعبين الآخرين (مجتمعين) من بقية دول القارة الأكبر في العالم مساحة وسكانا (قارة آسيا).
هذا الرقم وهذا العدد لم يكن ليتحقق لولا التقدم الكبير في الرياضة السعودية التي طبقت من خلال (استراتيجية التحول) التي تهدف إلى تحقيق (نمو مستدام) للدوري السعودي، يحقق الرؤية الخالدة رياضيا (رؤية 2030) التي يقودها ملهم البلاد سمو ولي العهد (يحفظه الله) والتي تهدف إلى جعل الدوري السعودي، واحدا من ضمن أقوى عشرة دوريات في العالم، وها هو في أول موسم من تطبيق (استراتيجية التحول) يصل إلى هذا الوضع من المقارنة والتفوق في أعداد اللاعبين، ومن أقوى بطولة كرة قدم موجودة حاليا على الكرة الأرضية.
كلام مشفر
- أفضل لاعبي الأندية العالمية يشاركون في البطولة وبأعداد كبيرة في بعضها، دون أن يكون لذلك تأثير على منتخباتها، فمثلا الدوري الإنجليزي يقدم قرابة 30 لاعبا، منهم (13 لاعبا) من مانشستر سيتي ومن الارسنال (11 لاعبا).
- أيضا ريال مدريد يقدم 12 لاعبا ومثله باريس سان جيرمان وفريق لايبزيغ (الألماني) يقدم 11 لاعبا ومثله برشلونة والارسنال وليفر كوزن وبايرن ميونيخ.
- وعلى عكس ما تعودنا من (الحكام الأوروبيين) في ملاعبنا، خلت المباريات -حتى الآن- من ملاحظات أخطاء مسجلة، سواء على الحكام أو مساعديهم خاصة (تقنية الفار) وظهر مدى الاستفادة القصوى من استخدام ما يعرف بـ(الكرة المتصلة) وتطبيقها بأجود ما يمكن.
- الكرة المتصلة يقصد بها الكرة التي بداخلها أجهزة إلكترونية حديثة بها استشعارات تساعد طاقم التحكيم في أخذ القرارات بدقة متناهية، خاصة ما يتعلق بلمس لاعب للكرة داخل منطقة الجزاء في اللحظة التي يحدث فيها اللمس مباشرة.
- الأسماء الأوروبية المطلوبة لمرحلة التحول في الدوري السعودي، لا يجب البحث عنها من لاعبي المنتخبات فقط، خاصة المتقدمون في السن، وإنما من الأسماء القادرة التي تستحق (الاستقطاب) لتحقق الأهداف بعيدة المدى يفترض النظر إليها تحت أي مستوى، سواء لاعب A أو لاعب B أو لاعب C أو حتى أقل، لأن وجودها يعني القوة والحيوية والاستمرارية، وهذا هو الأهم.
- ولتأكيد المطلب السابق، دعونا ننظر إلى لاعبين في دورينا، حسب تصنيفهم، نجد أن هناك من يصنف فئة A لكنه لا يستدعى لمنتخب بلاده، وهناك من هو ليس مصنفا لكنه يسجل حضورا كبيرا ومشهودا مع منتخب بلاده!.