عطية محمد عطية عقيلان
كيف تصبح تافهاً دون قصد؟
ننتقد الكثير من الفيديوهات والتغريدات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، ونرى أن هؤلاء الأشخاص من التافهين الذين تضج بهم منصات التواصل، وأن لجوءهم إلى ذلك، هو لتحقيق الشهرة والانتشار وجذب الأنظار، ولكننا بدون قصد أحياناً قد نشاركهم «التفاهة» بل ونتفوق عليهم، وذلك من خلال تعليقنا وإعادة نشر هذه التفاهات ونساهم بطريقة غير مباشرة في تحقيق «الترند» لهم، وقد نتحول إلى أداة فعالة في نشر عالم التفاهة سواء كانت قصصاً أو أشخاصاً، والمساهمة عبر إعادة نشرها ونقدها لتصل إلى متابعينك، لذا يجب أن نقف في وجه تفشي «التفاهة» وعدم إعادة نشر ما يصلنا ولا يرضينا، حتى ولو من باب السخرية والنقد، لأننا سنكون مساهمين ولو بجزء من تفشي «التفاهة»، وهناك قول مأثور «أميتوا الباطل بالسكوت عنه».
الضمائر عندما تصبح بلا ضمير
ضمائر المتكلم في اللغة العربية هي ضمائر تستخدم للدلالة على المتكلم، بمعنى أنها تشير إلى صاحب الكلام سواء كان ذكراً أو أنثي أو فرداً أو جمعاً، ومنذ القدم يستخدم الإنسان ضمير «أنا أو نحن» عند الفخر والاعتزاز وذكر المحاسن أو ادعاء المظلومية والطيبة، وفي مقابلها يتحول الضمير إلى «هو وهم» عند الوصف بسوء أو تعدٍّ أو تجنٍّ أو مخالفة القيم وخيانة العهود، لذا عزيزي القارئ أهم خطوات التعافي من صدمات بالحياة هي التعامل على ضمير «أنا» في لوم القرارات الخاطئة سواء في العلاقات الشخصية أو التجارية، لأنها نتيجة قرارات صدرت من المتكلم، أي «أنا» وتحميلها الأخطاء بدل الإسقاط على هو وهم، وبذلك تكون الطريقة الصحيحة للتقدم والاستفادة منها وتحويلها إلى عامل محفز بدل الندب والنحيب، واحرص على أن تفعِّل ضميرك دون تجنٍّ عند استخدام الضمائر.
الأحجار بين الرخيصة والكريمة والنفيسة
على الرغم من حملهم نفس التسمية وهي «الحجر»، ولكن تختلف مواصفاتها وقيمتها والنظرة إليها، فهناك الأحجار العادية المنتشرة في كل مكان وسعرها زهيد وتباع بالأطنان، وهناك الأحجار الكريمة التي يُفخر ويتبارك بلبسها كخواتم، كالعقيق والفيروز، وكما يقال في المثل «العقيق لفك الضيق»، وهناك أحجار ثمينة ونفيسة مثل الألماس والزمرد والياقوت، وتوضع على المجوهرات والساعات وتصبح باهظة الثمن، وتصنيف الأحجار يمكن إسقاطه على البشر، فهم كذلك أصناف على الرغم من التسمية، والفرق أن ما تقوله وتفعله يحدد نوعيتك بين الرديئة والكريمة والنفيسة، فلنحاول أن نكون أضعف الإيمان من الناس الكرماء بعطائهم وخدماتهم للآخرين إذا لم نستطع أن نكون من نوع البشر النفيس والثمين.
عند التعصب الرياضي يتساوى الجميع
قصة حياته مثال على المثابرة والجهود التي بذلها في سبيل النجاح وحصوله على شهادة الدكتوراه، ودوماً ينادي بالتسامح والهدوء واحترام الآخرين وطرحه جميل ومقنع وجذاب، وذاك إعلامي حقق شهرة واسعة في الإدارة والتحليل، وذاك مهندس ثبت نجاحه وتميزه وغيرهم الكثير، ولكنهم جميعاً عندما يكون النقاش في الرياضة، يظهر أنه مشجع متعصب بدرجة دكتور أو مهندس أو خلافه، يستخدمون لغة التهكم والتشكيك وتوزيع الاتهامات والدخول في النوايا، وكأنهم أشخاص آخرين، متناسين أن ربح ذاك الفريق أو النادي، لن يقدم لهم أي فائدة شخصية، والبطولات التي يتحصل عليها، عائدها فقط على اللاعبين والإداريين في الفريق، وخسائره وهزائمه عائدة فقط على جماهيره من خيبات وحسرات وأمراض. لذا عزيزي المشجع لي ولك، النادي الذي تشجعه ليس أمك أو أباك، أو وطنك أو دينك، خسارته وربحه قد تؤثر فيك، فلا تحولها إلى حرب عداوة وكراهية مع الآخرين، وثق بأن هذه البطولة أو الدوري أو الكأس لفريقك، لن تجلب لك بيتاً أو سيارة أو حتى «ساندويش بيض»، فلا تتحمس زيادة عن اللزوم.
خاتمة
يقول الأديب الدكتور خالد توفيق «التخلي علاج... وإن كان أوله مُرَّاً».