عبده الأسمري
دفع «مهر» الأثر بواقع «المعروف» ووقع «العرفان» ووظف «جهر» التأثير بتوقيع «الفرح» ووقائع «السرور» أهدى لمجتمعه ثمار «السعادة» على طبق من «ايثار» في سيرة كان عنوانها الصفاء وميدانها «الوفاء» كتبها شهود «المآثر» على صفحات «اليقين».
استثمر «علم الاجتماع» في الهام المجتمع فكان «الموجه» البارز المجلل بالفضائل والوجيه» المؤثر المكلل بالمكارم الذي رتب «مواعيد» النفع على أسوار النبل وكتب «وعود « الشفع» عبر بصمات الفضل..
إنه الباحث الاجتماعي العميد الدكتور عبدالله صالح الحصان - رحمه الله- أحد وجهاء المجتمع السعودي والنشطاء البارزين في وسائل التواصل الاجتماعي..
بوجه نجدي محفوف بابتسامة دائمة وبسمة مستديمة، مسكون بروح البشاشة وتقاسيم مألوفة تتجلى فيها معاني التواد ومعالم التسامح وعينان تسطعان بنظرات الرحمة ولمحات الهمة وأناقة تعتمر الأزياء الأنيقة المشكلة والتي تتكامل على محيا ودود مسجوع بالألفة ومشفوع بالعاطفة وشخصية قديرة الحضور بديعة التواجد لطيفة المعشر أنيقة القول شيقة اللفظ شفافة الرأي رائعة الرؤى صافية النية نقية التوجه وصوت خليط ما بين لهجة نجدية ولغة ندية تتقاطع وسطها نظريات علم الاجتماع وتتقاطر منها عبارات الابداع وتتسطر فيها مفردات الامتاع تنطلق من مخزون مهني ومكنون وطني قضى الحصان من عمره عقودا وهو يوزع «إهداءات» التوعية ويهدي «امضاءات» التثقيف ويشعل «ومضات» التوجيه وينشر «أصول» السعادة، ويؤصل فصول «الريادة» ويكتب الفرح في دروب «النصح» وينثر السرور في مسارات «التفاؤل»، ويوطد العلاقات في موازين «التعامل» كرجل أمن وخبير اجتماعي ووجيه وطني ارتبط اسمه ببشائر «العطاء» وترابط صيته مع تباشير «السخاء» في متون من العمل وشؤون من العلم ما بين قضايا الوطن وهموم المجتمع.
في الرياض عاصمة العز وموطن الاعتزاز ولد وسط أسرة توارثت «المعرفة» عبر محطات تاريخية وعتبات زمنية استسقى من خلالها «الإرث المعرفي» وانتهل على ضوئها من «التراث العائلي» وتفتحت عيناه على «أب كريم» تعلم منه مناهج النصح و»أم عظيمة» اقتبس منها مباهج العطف ونشأ منجذباً إلى «مضامين» عائلية صقلت شخصيته وشكلت تربيته فكبر في «أحضان» التربية المثلى التي كانت له بمثابة الوفاق ومثوبة الانطلاق إلى «أمنيات» واعدة كتبها صغيراً في كشكوله «الملون» وأكدها بتوقيعه» العفوي» على هوامش الطفولة الباكرة».
استنشق عبير «نجد» العذبة واستأنس بأثير ليالي «العارض» الموسمية وظل يراقب «مواجيب» الاحتفاء في مجلس والده «العامر» بعلية القوم ونخبة الضيوف، واستمر يرتقب «واجبات» الإمضاء في مهام ذاته «المسكونة» بحب المشاركة وطيب المباركة ومضى يستأنس بعبارات «الدعم» من كبار عشيرته الذين لمسوا في نبوغه «الباكر» مشاعل مبكرة لمستقبل بهيج..
ركض مع أقرانه منجذباً إلى «البراءة» المذهلة التي كسرت «قيود» الزمن وحطمت «جمود» الروتين متأبطاً حقيبته الدراسية التي كان يخبئ فيها «قصاصات» من أقوال الحكماء و»أوراق» من مقالات الوجهاء بين دفات كتبه حيث ظل يقرأها بلسانه ويحفظها في قلبه ويوظفها في سلوكه حتى تشكلت في طفولته «خرائط» التفوق الباكر الذي كان يؤنس به مواسم أسرته ويكمله بأنشطة صيفية في «نبوءة» باكرة عن مشروع بشري قادم من أقاصي «الطمأنينة» يسعى..
أنصت صغيراً لنداءات «الدافعية» التي انطلقت من أعماق سريرته إلى آفاق بصيرته وامتلأ وجدانه بإعجاب مبكر برجال الأمن الذين ينشرون الأمان ويحصدون الامتنان وينالون نصيباً مفروضاً من «حسنى» القول و»أجر الفعل»، فرسم خارطة الغد الأولى في كراسته المسجوعة بخربشات الطفولة وإضاءات البطولة، وقرر توجيه بوصلة «الدراسة» شطر السلك الأمني، وظل يحصد «النجاحات» لتوظيف المهام ونيل المرام، والتحق بالقطاع العسكري وتدرج في مناصبه حتى وصل إلى رتبة «عميد» وعمل في وظائف ومهمات مختلفة في المجال الجنائي والوقائي والتوجيهي.
ولأنه مسكون بالعلا فقد واصل دراساته العليا حتى نال درجة الدكتوراه في علم الاجتماع في رسالة متميزة وحصل على دبلوم في اللغة الإنجليزية وعدة دورات تخصصية.
تقاعد الضابط الاجتماعي الذي أجاد ضبط «توقيت «عقارب» المعرفة على «فواصل» توجيهية و»تفاصيل» مجتمعية حولها إلى دهرين من «التثقيف» أحدهما للثبات والآخر للتحول..
ظل الحصان «ثاوياً» في أهل اليقين يرسم «الأماني» بروح «التفاني» بريشة تحمل كل «ألوان» الزهاء الذي صبغ به طرقاً مفروشة بالصمود أمام المتألمين الذين سلمهم راية «الفرح»
طوال حياته المفعمة بالدهشة والمشعة بالبهجة..
داعب الحصان «الصدف» كثيراً وتواءم مع «الحظ» وأقام في «محراب» المنافع، وظل يعزز صوت «الحقائق» بصوت «مختلف» وصدى «مؤتلف» حيث أهدى للعابرين على «عتبات» الضيق «أفراح التفاؤل ومنح السائرين إلى عقبات «الألم» بشائر التوكل.
حل ضيفاً بارزاً مؤنساً فريداً في مشاركات فضائية ملء السمع والبصر أتت أكلها على «موائد» المتابعين والمرابطين على ثغور «الفوائد»، وأنتج مقاطع اقتنصت من الزمن «مدارات» العوائد التي جاءت برداً وسلاماً على أرواح «المتعبين»..
انتقل الحصان إلى رحمة الله يوم الأربعاء 26 يونيو من هذا العام نتيجة تعرضه لنوبة قلبية، ووري جثمانه ثرى مقبرة النسيم في الرياض..
وكان الراحل قد كتبت آخر تغريدة قبل وفاته بساعات تحت عنوان «بوح آخر الليل» مضمونها «خل الحزن واترك أمورك على الله - وارجه وتخضع له وادعه وناجيه - بأمره الحزن من وسط قلبك يسله -وتزهر حياتك ويصلح من العمر باقيه».
وقد اكتظت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات التعازي ومفردات النعي وسطور المواساة، وتحولت المنصات الرقمية إلى «سرادق عزاء» تشاركت في شعور «التشييع» وترابطت في مشاعر «التوديع» مما عكس الإرث الكبير الذي خلده الراحل في قلوب الجميع ممن عرفوه عن كثب أو سمعوا عنه من بعد ونعاه رفقاء الدرب وزملاء المرحلة وأصدقاء المهنة.. وأستأثر نبأ وفاته بمعالم عميقة من الحزن ومعاني متعمقة من الألم..
تجاوز الحصان بقلبه ناصع البياض «حدود» اللقاء و»خطوط» الالتقاء» صانعاً من «التالف» الفريد بينه وبين الرفقاء والغرباء في آن واحد مزيجاً مبهجاً، بنى جسور «الثقة» وأسس صروح «الاستفادة» ليدخل «القلوب» في جرعات حياتية تجللت بالثناء وتكللت بالدعاء في «حقائق» تجاوزت مساحة «الجغرافيا» ليعلن «التاريخ» كلمته رغماً عن «حتمية» الرحيل.
عبدالله الحصان.. زارع المعروف وساعي الفرح وسفير الخير الذي وزعه بإمعان في اتجاهات «الإنسانية» وزرعه بإتقان في مجالات المهنية.