«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
يقول المخرج توفيق الزايدي في لقاء تلفزيوني إن «جهة ما»، حاولت «سرقة» حلمه السينمائي، لكنه فطن لذلك الفخ، فكافح ونافح عن هدفه، حتى وصل لأحد أهم مهرجانات السينما في العالم.
ويعد فيلم «نورة» أول فيلم سعودي من فئة الأفلام الروائية الطويلة يتم تصويره في مدينة العلا الأثرية، وتجري أحداثه في حقبة الثمانينيات، ويروي قصة «نورة»، التي تجسد دورها ماريا بحراوي، وهي فتاةٌ طموحةٌ وحالمةٌ، تحب الحياة والفن على الرغم من عدم توفر الفرص الفنية المتاحة أمامها.
وفاز سيناريو الفيلم بجائزة ضوء لدعم الأفلام المقدمة من هيئة الأفلام ووزارة الثقافة السعودية في سبتمبر 2019، كما حصد جائزة أفضل فيلم سعودي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي «الدورة الثالثة».
وعُرض فيلم «نورة» المدعوم من قبل صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي ضمن قسم «نظرة ما» في الدورة الـ77 لمهرجان كان السينمائي، ليصبح بذلك أول فيلم سعودي يتمكن من الوصول إلى القائمة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، محققًا بذلك إنجاز غير مسبوق للسينما السعودية، على يد مخرج الفيلم توفيق الزايدي، وبطولة كل من ماريا بحراوي، ويعقوب الفرحان.
وحظي فيلم نورة بدعم من قِبل صندوق البحر الأحمر، وصور بالكامل في «العُلا»، وتكون طاقم العمل بنسبة 40 % من السعوديين، في إشارة واضحة للدعم الكبير الذي تحظى به الصناعة السينمائية محليًا، فيما بدأت دور العرض السينمائية تقديم الفيلم للجماهير، منذ الخميس الماضي.
وأكد المخرج والكاتب والمنتج توفيق الزايدي أن عرض فيلم «نورة» في صالات السينما السعودية وأمام الجمهور السعودي يُعد تتويجًا مميزًا لرحلة الفيلم التي ابتدأت في ديسمبر الماضي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي ونال فيه جائزة أفضل فيلم سعودي، ثم في مهرجان كان السينمائي الدولي في مايو الماضي، حيث نال جائزة «تنويه خاص».
ويضيف الزايدي: «الفيلم يُقدم قصة من عمق مجتمعنا، ومن ما عاشه السعوديون في فترات ماضية، ورغم كل الجوائز الدولية المهمة التي حققها، والتي أعتز بها كثيرًا، إلا أن الجائزة الأهم بالنسبة لي شخصيًا هي عرضه أمام الجمهور السعودي، فهو مصنوع من أجلهم، وأتمنى أن يجدوا فيه ما يُعبّر عنهم ويرتقي إلى ذائقتهم».
ويلعب دور بطولة العمل السينمائي النجوم عبدالله السدحان، ويعقوب الفرحان، وماريا بحراوي، وهو من سيناريو وإخراج توفيق الزايدي، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي بين «نادر»، الفنان الذي تخلى عن الرسم، وانتقل لتعليم أطفال قرية في غرب السعودية، و»نورة»، التي تعيش مع شقيقها الصغير «نايف» حياة مستقلة، بعد أن تُوفي والداهما في حادث سير، عندما كانت صغيرة، ويتناول الفيلم علاقة اكتشاف فني بين «نادر» و«نورة».