خالد بن عبدالرحمن الذييب
عنوان المقال أعلاه هو في الأساس عنوان لمقال من موقع «أخبار أوروبا» والمتخصص في الأخبار عن أوروبا كما هو واضح من اسم الموقع، ونشر في 12-4-2024م عن طريق ساسكيا دونجه، وذلك من خلال تقرير مبني على دراسة 53 مدينة على مستوى العالم، وفيه تربعت مدن ميونيخ الألمانية وميلان الإيطالية، ووارسو البولندية، وهلنسكي الفنلندية على قمة التصنيف، وكانت طوكيو اليابانية المدينة غير الأوروبية الوحيدة التي دخلت في قائمة العشر الأولى متجاوزة مدريد وأوسلو وكوبنهاجن، وأمستردام. وقد اعتمدت الدراسة على عدة مؤشرات أهمها درجة الأمان، وتكلفة النقل العام. بالإضافة إلى التركيز على المساحات الخالية من السيارات ومسارات الدراجات الهوائية.
تفوقت المدن الأوروبية من خلال ثلاثة عوامل رئيسية اثنين منها من صنع الإنسان (المسارات، والسلامة)، والثالث عامل بيئي (الطقس)، مما يؤكد أهمية الطقس في تفعيل دور ممرات المشاة ولكنه بالتأكيد ليس كل شيء.
يطرح المقال تساؤلاً مهماً وهو ما الذي جعل مدن أوروبا تتفوق فيما يخص حركة المشاة؟ ويشير إلى أن ما ميز المدن الأوروبية الموجودة في القائمة وضرب مثالاً بمدينتي ميونيخ وميلان بأن 80 % من السكان يعيشون على بعد مسافات لا تزيد عن 1كم من الخدمات الصحية والتعليمية، وهذا أحد العوامل المهمة التي تم أخذها في الاعتبار في هذه الدراسة، وكذلك بوجود التنوع البصري والأمور التي من الممكن أن تجذب العين للنظر وبالتحديد في مدينة وارسو حسب المقال.
ومع اشتهار مدينة أمستردام بأنها مدينة الدراجات الهوائية إلا أنها ما زالت ضمن العشر الأوائل في القائمة، واستغرب أن المقال يبدو مستغرباً من هذه المعلومة كون مسارات الدراجات الهوائية في نظري تعتبر نتيجة حتمية متوقعة لوجود ممرات المشاة المناسبة، فهما أمران متزامنان تماماً، وأعتقد من الممكن أن نجد مدناً للمشاة دون أن تصل إليها ثقافة الدراجات الهوائية، ويصعب حدوث العكس.
كما تم التأكيد في المقال على أن النقل العام والرفاهية المتعلقة به خطوة مهمة لتحديد المكان المحتمل للسكن أو للزيارة، وذلك بالنظر إلى مسارات النقل العام واتصاليتها ودقة مواعيدها، ومدى قرب محطات النقل من المستخدمين وتكرار رحلاتها الدورية، وتحديد مسارات ممرات المشاة الآمنة المتجه إليها.
أخيراً ...
نجاح المدينة لتكون مدينة مشاة وصديقة للبيئة يتم من خلال تكامل وسائل النقل بكافة أشكاله بداية من الخروج من المنزل نهاية بالوصول إلى المقصد (مسارات مشاة، دراجات هوائية، نقل عام)، بالإضافة إلى توفر مواقف سيارات ملائمة عند محطات النقل العام، كما أن الطقس عامل مهم في نجاح المدن الأوربية في هذا المجال، ولكن هذا لا يعني ألا نخطط مدننا بحجة حرارة الطقس.
ما بعد أخيراً ...
عزيزي المخطط قم بما يخصك... ودع ما يخص الله لله.