عبد الله سليمان الطليان
المعلومات والأحداث تتدفق بشكل هائل عبر الإنترنت وقنوات التوصل الاجتماعي التي أصبحت شبه مسيطرة، ولها إدمان في المتابعة، وهناك أرقام هائلة في هذه المتابعة تأخذ لدى البعض الساعات الطويلة، ولكون له اختيار وبحسب ميوله واهتماماته ومستوى ثقافته التي تحدد هذا الاختيار التي يمكن أحياناً وهذا منتشر بشكل كبير أن تؤثّر على فكره وتقييمه لتلك المعلومات والأحداث وما مدى مصداقيتها ومضمونها والهدف الحقيقي منها، ويمكن ملاحظة هذا التأثر في كيفية تسيير بعض العقول على نحو مفضوح ومخجل أحياناً وهو الانسياق بعقل (الأمعة) التي هي أكثر ما يحصل في مجتمعنا حالياً (وهو حقيقة فعلاً) خلف الكثير معلومات وإحداث قنوات التواصل الاجتماعي لا يفرق بين الغث السمين، ولكن هل توقف الأمر عند هذا، الطامة الكبرى عندما تكون عنوان ثقافة في الحديث والنشر العشوائي والإصرار العنيد على أن تلك المعلومات والأحداث تمثّل الحقيقة، والأمثلة كثيرة وخاصة في تبني فكر معين أو متابعة جماعة معينة التي أحياناً تجد لها أرض تبذر فيها أفكارها مستغلة سذاجة المتلقي، وهذا مما يجعل هذا المتلقي يدرج في قائمة (ثقافة القطيع) وهو مصطلح يعني اتباع الأشخاص سلوك الجماعة التي ينتمون إليها دون كثير من التفكير أو التخطيط وهو مصطلح في الأساس يطلق على تصرف الحيوانات في القطيع أو السرب، وهذا ما تعج به قنوات التوصل الاجتماعي لدينا عند الكثير مع الأسف، لكن هذا يعتمد على استنارة عقلك وفكرك الذي يعتمد التحقق والتمحيص والتدقيق بفطنة وذكاء وتروٍّ بعيداً عن الاندفاع العاطفي الزائد والمحاباة الضيِّقة الأفق والمباهاة في المعرفة الزائفة التي هي واقع بعض قنوات التواصل الاجتماعي لدينا.