مشعل الصخيبر
تذكرت قول الإمام الشافعي:
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
عندما هممت بكتابة هذا المقال عن فقيد الجميع الشيخ نايف بن عبدالمحسن الفرم أمير الفوج الثاني والعشرين بالحرس الوطني سابقاً والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين وأديت عليه الصلاة في جامع الراجحي في العاصمة الرياض عصر يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر الله المحرم لعام ألف وأربعمائة وخمسة وأربعين للهجرة - رحمه الله وغفر له.
عندما تكون الكتابة عن مآثر قامة وقيمة وطنية وإنسانية وقيادية بحجم الفقيد الفرم الذي خدم الوطن 50 عاماً قضاها في خدمة الحرس الوطني بين منطقتي الحدود الشمالية وتحديداً في مدينة عرعر ومدينة الرياض قبل إحالته للتقاعد طلباً منه لتقدمة بالعمر كان محباً لوطنه وقيادته فأنت تكتب عن مسؤول وإنسان ورجل مواقف يشهدها له من عرفه أو سمع بمواقفه تتحدث عن رجل دولة تدرج بالرتب في أفواج الحرس الوطني أميراً للواء الثاني والعشرين بالحرس الوطني الذي يتجاوز عدده ألف عسكري حتى وصل للمرتبة الخامسة عشرة قضاها بكل صدق ومحبة وإخلاص وتفان لقيادته يقف على مسافة واحدة من الجميع يحل الخلافات إن وجدت داخل محيط عمله لا يلجأ لعقاب أحد ممن يعملون تحت إدارته يطغى عليه جانب الرحمة يحاول تعديل ما يمكن تعديله من سلوك وإصلاحه وتقويمه وهذا ما جعل له محبة واحترام وحظوة في قلوب كل الذين عملوا معه في الفوج عندما كان أميراً له.
وعندما يكون الحديث عن الفقيد في حياته العامة ومواقفه بعيداً عن العمل الرسمي فهو رجل مواقف ومكارم باب منزله مفتوح للجميع وصدره رحب عُرف عنه حب الخير للغير والإحسان والبر والصلة للأقارب وللمحتاجين والوقوف معهم وكذلك مساعيه في عتق الرقاب سواء في قبيلته قبيلة حرب أو القبائل والعوائل الأخرى الذين يطلبون منه التدخل في مساعي الصلح وكذلك إصلاح ذات البين بين المتخاصمين كان -رحمه الله- لا يرد سائلاً أو محتاجاً يقصده لقضاء حاجته ومعضلته يساعد المحتاجين احتساباً لما عند الله، يُعرف عنه المقربون له وجماعة المسجد حرصه ومواظبته على أداء الصلاة في المسجد فهو رجل دين محب للخير وأهله صاحب أياد بيضاء معطاءة في الأعمال الخيرية التي قد لا يعرفها البعض عنه، الفقيد من أبناء الفارس العلم الشيخ عبدالمحسن بن صنيتان الفرم -رحمه الله- أحد القادة الفرسان الذين عُرفوا بولائهم لدولة السعودية ومن شيوخ القبائل الذين انضموا مبكراً تحت لواء المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود إبان توحيد المملكة العربية السعودية وخاض مع الملك المؤسس الكثير من المعارك ومنها معركة السبلة الشهيرة التي كان فيها الفارس الشيخ عبدالمحسن الفرم أميراً للخيل بأمر من الملك عبدالعزيز والكتب والمصادر التاريخية تثبت ذلك.
رحل الفقيد الشيخ نايف بن عبدالمحسن بن صنيتان الفرم مخلفاً خلفه سيرة عطرة وأعمالاً جليلة جعلها الله في ميزان حسناته. استقبل ابنه الأكبر العميد متقاعد وأمير اللواء الثاني والعشرين بالحرس الوطني حالياً الشيخ نواف بن نايف الفرم في منزل الفقيد بحي القدس بمدينة الرياض أصحاب السمو الملكي الأمراء والوجهاء وشيوخ القبائل ورجال الأعمال الذين قدموا التعازي لابن الفقيد وأسرته.
عزائي لأبناء الفقيد العميد متقاعد أمير الفوج الثاني والعشرين بالحرس الوطني الشيخ نواف بن نايف الفرم والعميد فيصل بن نايف الفرم والرائد متقاعد سطام بن نايف الفرم والعقيد متقاعد خالد بن نايف الفرم والرائد سلطان بن نايف الفرم ولبنات الفقيد وأسرة الفرم الكرام كافة في مركز قبة بمنطقة القصيم وفي مدينة الرياض وجميع مناطق المملكة، سائلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.