عثمان أبوبكر مالي
مخاوف كبيرة انتابت أوساط رجالات وجماهير ومحبي نادي الاتحاد، مع مشاعر متناقضة جدا حول الأوضاع التي يعيشها النادي، خلال الأيام الماضية.
بعد موجة من فرح كبير وعارم منتصف شهر ذي الحجة الماضي، في أعقاب عقد (الجمعية العمومية) لانتخاب إدارة شركة النادي غير الربحية، والتي تمت في أجواء تفاؤلية كبيرة ومريحة جدا، وقبول محفز للغاية من كل المكونات الاتحادية المختلفة للأسماء المنتخبة، انقلب الحال فجأة خلال أسبوعين فقط رأساً على عقب!
الفرح الكبير العارم بخطوات تنصيب الإدارة الجديدة (المنتظرة) بالإجماع، من خلال تزكية الجمعية العمومية، والتي اتحد الاتحاديون في الترحيب بها وتبادلوا التواصي بالالتفاف حولها ومد جسور التعاون والتعاضد معها في ظل (قائدها) المنتخب؛ الرئيس السابق العائد المهندس لؤي ناظر، توقف وتغير وساد الوسط الاتحادي الأسبوع الماضي (لغط وهرج ومرج) بعد أن تأكدت الأنباء التي انتشرت عن تقديم الرئيس (المزكى) استقالته من رئاسة مجلس الإدارة وتنحيه عن العمل نهائياً بقبول الاستقالة (المسببة) لتنقلب الأمور ويتغير المزاج الاتحادي مائة درجة، وتتبدل المشاعر رأساً على عقب، وذلك أمر طبيعي، فقد كان خبر انسحاب (القائد المنتظر) صدمة كبيرة ومبكرة وغير متوقعة، ولن أخوض في (تفاصيل) ومسببات الخروج، فذلك لن يفيد ولن يكون سوى (اجترار) لتنظير لا يفيد بشيء ولا يقدم أو يؤخر، وهناك ما هو أهم خلال الفترة القصيرة القادمة، وما سيأتي هو بمثابة (تحدي قوي) امام نادي كبير عرف على مدى تاريخه، بأنه دائما يخرج قوياً من رحم الأزمات التي يواجهها.
التحدي الذي ينتظر الاتحاديين هو أن يستمر برنامج عمل وخطوات (الإستراتيجية) التي كانت مرسومة ومتوقعة، والتي كتب خطوطها العريضة (الإدارة المنتخبة) قبل أن تأتي باتفاق الأعضاء جميعاً من الشباب المؤهل والذين (جمعوا) بعناية ووضعوا برئاسة (لؤي ناظر) سوياً برنامج العمل و(خارطة الطريق) التي اختاروها من أجل عمل كبير ينتظرهم، وبتفاهم مسبق مع إدارة الشركة الربحية وجهد مشترك مرسوم متفق عليه ومطلوب منهم لتحقيق أهداف مختارة يتطلعون إليها وتحديات كانوا على علم ودراية بأنهم قد يصطدمون بها بغض النظر عن ماهيتها ومكنونها ومصادرها، ورغم الخسارة الكبيرة بخروج القائد، فإن شيئا مما أعد ورتب له، لا يجب أن يتوقف إطلاقاً مهما كانت الظروف. ذلك ما هو متوقع ومنتظر، بعد أن قبل الأعضاء الشباب (القرار الصحيح) ورضوا بالاستمرار في (التحدي) والعمل في مناصبهم في الإدارة وإن تغيرت المسميات.
سيغيب (لؤي ناظر) حتماً لكن سيستمر العمل والتحدي والسير خلف سلفه (نائبه) والرئيس الجديد المهندس (لؤي عمر مشعبي) وسيكون شعار المرحلة وشعار الاتحاديين جميعاً (إن غاب لؤي فقائدنا لؤي)!.
كلام مشفر
- اكبر تحد يواجه إدارة شركة الاتحاد الجديدة هو تحدي الوقت، وتحدي قلة الخبرة، ويمكن تدارك ذلك ومعالجته، تحدي الوقت يمكن التغلب عليه بمضاعفة الجهود وتسريع العمل، خاصة وان تغييرا لم يحدث في الشخصيتين الهامتين جدا، الرئيس التنفيذي والمدير الرياضي.
- أما تحدي الخبرة، فإن المسؤولية تقع على رجالات النادي الكبار وشخصياته الهامة من الرؤساء السابقين بالإضافة إلى أعضاء الجمعية العمومية التي تم تشكيلها (مؤخرا) وننتظر أن يكون في مقدمتهم المهندس لؤي ناظر شخصياً.
- لست مع المخاوف التي أبداها البعض حول إعداد الفريق للموسم الرياضي القادم، رغم أنه سيبدأ قبل اختيار المدرب وإعلان اسمه، فالبرنامج المعد أصلاً تم من دونه، والمعسكر تم الترتيب له من قبل وللنادي تجارب سابقة في مثل هذا الوضع وفي ظروف أصعب.
- من حسن حظ الفريق وجود مساعد المدرب الوطني الكابتن (حسن خليفة) وهو صاحب تجارب سابقة في أكثر من مرة، أعد وجهز فيها الفريق لمدربين كبار تسلموه منه، وأثنوا وأشادوا بما عمله وكان له دور في العمل معه، منهم ديمتري وكامبوس وسييرا، والكابتن حسن مستمر مع الفريق السنوات الأخيرة الماضية وعلى معرفة كاملة بكل تفاصيل الفريق.
- في تحدي الوقت الذي سيعيشه النادي يحتاج إلى سرعة في أداء الأعمال، خاصة التعاقدات، سواء اختيار والتعاقد مع الجهاز الفني أو اختيار اللاعبين الأجانب الذين سيتم استقطابهم، وعندما أقول سرعة الأداء أقصد تسريع العمل وتوزيع الأدوار في تقديم العروض وفي المفاوضات من غير استعجال وإن تأخر التعاقد حتى منتصف المعسكر الإعدادي، فكما يقول المثل (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة).