د.شريف بن محمد الأتربي
قبل أيام قلائل فتحت أغلب الجامعات باب القبول لديها للعام الدراسي القادم بإذن الله 2024- 2025، وبدأ الطلبة وأولياء أمورهم في اختيار الجامعات والكليات الراغبين في الالتحاق بها، وغالباً ما يركز الطلبة أصحاب النسب الموزونة العالية على التسجيل في كليات القمة في كافة الجامعات المتاحة بغض النظر عن الموقع الجغرافي ولا التقييم العلمي والأكاديمي لهذه الجامعة، فقط تدفعهم الرغبة نحو كون الطالب سيصبح مهندساً أو طبيباً في المستقبل.
إن الالتحاق بالجامعة لم ولن يكن أبداً هو الهدف الأول للطالب، ولكن الهدف الأول هو مستقبل الطالب، فمن خلال بوابة هذه الجامعة سيتمكن الطالب من تحديد مستقبلة، وآلية انخراطه في سوق العمل، والمهارات والمعارف اللازمة للوصول إلى هذا الهدف، لذا فإن الالتحاق بالجامعة ليس مجرد أرقام تستخرج من النسب التراكمية للعملية التعليمية سواء على مدار سنوات المرحلة الثانوية أو ما سبقها من سنوات في المتوسطة والابتدائية. إن الالتحاق بالجامعة يحتاج لتخطيط متقن وواضح ودقيق.
إن التخطيط للمستقبل من قبل الطالب وأسرته قبل مرحلة القبول في الجامعات يعد أمراً بالغ الأهمية، حيث يمكن من خلاله ضمان النجاح والتقدم في المرحلة الجامعية وما بعدها. هذه المرحلة الحاسمة تتطلب تفكيراً استراتيجياً وتخطيطاً مدروساً للوصول إلى الأهداف المستقبلية.
بداية يعتمد التخطيط للمستقبل مرتبط بنقطتين: الأولى الطالب نفسه، والثانية الجامعة بذاتها. فالطالب قبل تحديد التخصص أو الكلية التي يرغب في الالتحاق بها عليه أن يسأل نفسه: هل لديّ الاهتمام والقدرة على الالتحاق بهذه الكلية؟، هل البرامج التي تقدمها هذه الكلية تلبي احتياجاتي المستقبلية، هل أنا قادر على النجاح في هذا المجال؟
إذا كانت إجابة الطالب نعم، فهي تعني أن هذه الكلية أو الجامعة مناسبة له من حيث القدرات والمهارات والمعارف، لذا فعليه أن ينتقل إلى النقطة الثانية وهي الجامعة ذاتها، وهنا يبدأ الطالب في التنقيب عن المعلومات المتعلقة بهذه الجامعة أو الكلية مثل: ضمان الجودة التعليمية: بحيث يضمن تلقي تعليم عالي الجودة، مع أعضاء هيئة تدريس متميزين وبرامج أكاديمية قوية.
كما أن سمعة الجامعة والاعتراف الدولي بها يوفر لخريجيها فرصاً أفضل للتوظيف والدراسات العليا، سواء على المستوى المحلي أو العالمي. من المهم أيضاً التأكد من التخصصات والبرامج المتوفرة والتي تتفق مع اهتمامات الطالب وأهدافه الأكاديمية والمهنية.
تلعب الإمكانات والمرافق كالمختبرات والمكتبات ومرافق الطلاب دوراً هاماً في العملية التعليمية، حيث تؤثر هذه العوامل على جودة التجربة التعليمية والبحثية خلال رحلة الدراسة. يعد الدعم والخدمات الطلابية عنصراً هاماً من عناصر اختيار الجامعة خاصة للطلبة الجدد، وكذلك الطلبة المنتقلين من مجتمع إلى مجتمع آخر يختلف عنهم كلياً، ومن أبرز هذه الخدمات، خدمة الإرشاد الأكاديمي والنفسي والتوظيف.
إن التخطيط للمستقبل قبل القبول في الجامعات هو الخطوة الأولى في تحقيق النجاح الأكاديمي والمهني من خلال تحديد اهتمامات الطالب وقدراته، والبحث عن البرامج المناسبة له بحيث يكون قادراً على إنشاء طريق واضح نحو مستقبل مزدهر. فالتخطيط المنظم سيمكن الطالب من الانتقال بسلاسة من المرحلة الثانوية إلى الجامعة وما بعدها. كما أن التأكد من هذه العوامل المميزة للجامعة أو الكلية قبل اتخاذ قرار الالتحاق بها سيضمن للطالب-بإذن الله- الحصول على تجربة تعليمية وبحثية متميزة تؤهله للنجاح في المرحلة الجامعية وما بعدها.