سلطان مصلح مسلط الحارثي
ما زلت أتذكّر كما يتذكّر الوسط الرياضي، ممن عاش في تلك الفترة، الدعم المهول الذي حصل عليه نادي النصر، قبل «ترشيحه» للمشاركة في كأس العالم للأندية «التجريبية»، والتي أقيمت عام 2000، وقتها تم دعم فريق النصر بشكل «استثنائي»، ومن أعلى سلطة رياضية، ممثلةً في رعاية الشباب، التي كان يقودها الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- حيث حصل النصر على دعم مادي، ودعم لوجستي، ودُعم بعدد من نجوم الكرة السعودية، كما تم دعم نادي الاتحاد، بعد أن تأهل لكأس العالم 2005، ومن أعلى سلطة رياضية، حيث كان يرأس رعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، وحظي نادي الاتحاد، بدعم خاص، لوجستي ومادي، وفُرِّغ لمدة 45 يوماً، من أجل الاستعداد لتلك البطولة، كما دُعم الموسم الماضي، بعد أن حقق لقب الدوري، ورُشح ليكون ممثلاً للسعودية التي كانت تستضيف كأس العالم للأندية، حيث قُدِّم له عدد من نجوم العالم، مثل بنزيما وكانتي وفابينهو.
أسرد ذلك الدعم، الذي تحصّل عليه ناديا النصر والاتحاد، في مشاركتيهما في كأس العالم للأندية، وهو دعم «واجب» على المسؤول الرياضي، بما أن النادي يمثِّل الوطن في محفل عالمي، وأقارنه بما حصل عليه نادي الهلال، في مشاركاته العالمية الثلاث!
في المرة الأولى، تأهل الهلال لكأس العالم عام 2019 في قطر، ولم يحظ بأي دعم لا مادي ولا لوجستي، واستطاع أن يحقق المركز الرابع، بعد أن قدَّم مباراة رائعة أمام فريق فلامنغو البرازيلي، وخسرها بسبب عدم توفر ما يلزمه من نجوم، وفي المرة الثانية، ذهب لكأس العالم عام 2021 في الإمارات دون أي دعم، وحقق أيضاً المركز الرابع، بعد أن تقابل مع فريق تشيلسي الإنجليزي، وقدَّم واحدة من أجمل مبارياته، حتى إن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أشاد بالهلال، وبالتطور الذي حصل في كرة القدم السعودية، وفي عام 2022، غادر لكأس العالم في المغرب «وحيداً»، ومكتفاً، حيث ذهب هناك، وهو ممنوع من التسجيل، ولم يصله أي دعم لا مادي ولا لوجستي، بل على العكس تماماً، وضع كأس السوبر، قبل أيام قليلة من انطلاقة كأس العالم، ليخسر الهلال السوبر، في سبيل تمثيل الوطن، وهذا ما حدث، فقد استطاع الهلال، أن يرد الثأر، ويهزم فريق فلامنغو الذي انتصر عليه عام 2019، ليصل لنهائي كأس العالم، ويحقق الوصافة، بعد أن قدَّم مباراة عظيمة وتاريخية، من أمام ريال مدريد الإسباني.
هذا ما سجّله التاريخ الرياضي، وحفظته عقول الجماهير الرياضية، وإن كان النصر والاتحاد حظيا بدعم استثنائي في مشاركاتهما السابقة، فالهلال لم يحظ بشيء، هذا ما يردده جمهور الهلال في مواقع التواصل الاجتماعي، وتؤكّده الشواهد، ولربما كان الوسط الرياضي، يرى أن الهلال يملك القدرة والإمكانيات، في تجاوز الصعاب، وتحقيق أماني جماهيره، ورياضة الوطن، ولكن كأس العالم 2025، التي ستُقام في نهاية الموسم القادم، ويشارك فيها الهلال، لن يكون بمقدوره تحقيق أماني وطموح الوسط الرياضي، فالبطولة القادمة ستجمع أعظم أندية العالم، المرصعة بالنجوم الكبار، والإمكانيات العالية، فهل سنترك ممثلنا وحيداً، أم ندعمه ليحقق الطموح الذي يراود القيادة السعودية؟ نحن على ثقة كبيرة بسمو وزير الرياضة الأمير الشغوف عبدالعزيز بن تركي الفيصل، الذي يهتم بأدق تفاصيل الرياضة، كما نثق في كافة المسؤولين عن القطاع الرياضي، ونجزم أن الهلال، سيكون محل فخر للرياضة السعودية في كأس العالم 2025 .
تحت السطر
- حينما يعود أستاذنا الكبير والمخضرم تركي الناصر السديري لكتابة المقالات، فهذا ثراء كبير للوسط الرياضي، وعلى الجميع أن يقرأ بتمعّن كل كلمة يكتبها السديري، وخلال الأسبوعين الماضيين، كتب في هذه الصحيفة مقالين جميلين، من أميز المقالات التي كُتبت في الشأن الكروي، واقتراحه ابتعاث لاعبين صغار، ونقده للإعلام الرياضي، نبع من حس إعلامي رياضي مخضرم ومثقف وغيور على رياضة وطنه.
- عدم تجديد اتحاد كرة القدم مع المدرب الوطني سعد الشهري مدرب المنتخب الأولمبي، يعد خطوة أولى نحو تصحيح مسار المنتخبات السنية، وإن كانت هذه الخطوة قد تأخّرت كثيراً، إلا أن التصحيح خير من الاستمرار على الخطأ، فالشهري مع كامل احترامنا لشخصه، لا يرتقي لأن يكون مدرباً للمنتخبات السنية، ولا للفرق أو المنتخبات التي تسعى لتحقيق البطولات.
- فكرة الهلال، بيع 60 تيشيرتاً للاعب العالمي نيمار بتوقيعه مع شهادة وطقم فاخر، فكرة استثمارية ذكية جداً، وقد بيعت في غضون ساعة فقط، ودخل خزينة النادي، مبلغ تجاوز الـ250 ألف ريال.
- دعم الهلال في مشاركته العالمية عام 2025 دعم للرياضة السعودية، وعلى جميع الرياضيين دعم هذا النادي، فمشاركته ستنعكس على سمعة رياضتنا.