محمد الخيبري
في الغالب يكون دور المركز الإعلامي والعلاقات العامة للأندية في الربط الاجتماعي بين النادي ممثلاً بالإدارة والإدارة الفنية واللاعبين وبين الجماهير والإعلام، سواء كان ذلك بنشر أخبار النادي وكل ما يتعلق بالأجهزة الإدارية والفنية والطبية واللاعبين وخصوصاً أخبار التحركات الاحترافية.
مؤخراً اقتصر معظم عمل المراكز الإعلامية بالأندية على الأخبار الروتينية التي تصل إلى مستوى الأخبار ( العادية ) والتي في أغلبها لاتحظى باهتمام المشجع والمتابع وحتى وسائل الإعلام.
أحياناً كثيرة تدور في ذهن المشجع البسيط بعض التساؤلات والتي قد تكون منطقية في أغلبها ولا يجد لتلك التساؤلات أجوبة وحتى وإن اجتهد في البحث عن الأجوبة سيصطدم بالأخبار المغلوطة والإشاعات وذلك نتيجة لعزوف المراكز الإعلامية وابتعادها عن المشجعين والإجابة عن تساؤلاتهم.
قبل بداية كل موسم يجتاح الوسط الرياضي السعودي سيلٌ هادرٌ من الشائعات والأخبار المتطايرة عن الأندية وعن تعاقدات فرق كرة القدم وعمليات التفاوض مع نجوم العالم دون أي حراك من المراكز الإعلامية للأندية في دحض تلك الشائعات والتصدي لها بكل قوة وبمنتهى الشفافية والتعاطي معها بكل حزم.
العمل بهذا المبدأ من المؤكد أنه سيحسّن البيئة الجماهيرية والإعلامية التي عصفت بها شائعات الصيف التي ما إن تنتهي وحتى تحضر شائعات الشتاء.
وفي الحقيقة وكي لا أكون إقصائياً فإن أغلب المراكز الإعلامية اهتمت بجودة مظهر المادة التي تقدمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهذا بلاشك من أعلى درجات الاحترام الممنوحة للمشجع المنتمي للنادي وهذا أمر إيجابي لا محالة.
ولكن ما ذا لو اجتمعت جودة مظهر وتصميم المادة الإعلامية مع جودة المادة الإعلامية نفسها وارتفعت نسبة المصداقية والشفافية في ثنايا تلك المادة.
ماذا لو أن المادة الإعلامية تتناسب مع تساؤلات المشجع البسيط وتجاري شغفه في معرفة تفاصيل التفاصيل عن ناديه ونجومه.
ماذا لو ابتعدت المراكز الإعلامية عن الطرح التقليدي والذي من شأنه ملء فراغ إخباري هامشي بأخبار هامشية معظمها لا يرتقي لإشباع شغف الشارع الرياضي حول أغلب القضايا.
ماذا لو ذهبت المراكز الإعلامية للأندية السعودية لتقليد المراكز الإعلامية للأندية العالمية وأخذت منها الاحترافية المطلقة في وضع المشجع في الصورة والاهتمام بأدق تفاصيل شغف المشجع كونه الأحق بأخبار ناديه والأولى والأجدر بمتابعتها.
عمل أغلب مراكز أنديتنا الإعلامية يتركز في تصاميم الـ(انفوجرافيك) والتي تحتوي على بعض التفاصيل في إطار محدود ومقنن دون الخوص في التفاصيل المهمة التي يسعى لها الشارع الرياضي من إعلام وجماهير مما أدى ذلك إلى انخفاض مستوى متابعة أخبار الأندية والتفاعل الجماهيري في مواقع التواصل الاجتماعي.
قشعريرة
يمنح موقع (X) تويتر سابقاً خاصية (المساحات) الصوتية والتي من خلالها يجد كل حساب في منصة (X) حرية الدخول لتلك المساحات والحديث تحت سقف حرية (عالي) في ظل وجود رقابة وإدارة من منشئ المساحة ومساعديه المشاركين معه.
تتجه أغلب المساحات الجماهيرية إلى الطرح العقلاني محاولين بذلك ظهور المشجع الرياضي السعودي البسيط بالشكل الذي يليق بسمعة المملكة العربية السعودية العالمية.
وتشكل المساحات الرياضية السعودية الأعلى كثافة من بين المساحات بالعالم وتعتبر الأندية السعودية الجماهيرية الأكثر أصواتاً في المساحات والأكثر تميزاً من هذه الأصوات والتي تجاري في الغالب الأصوات الإعلامية وتتفوق عليها أحياناً.
أغلب المساحات التي تكون فيها صراعات وتتحول لمساحات تراشق (كلامي) يتم القضاء عليها سريعاً والخروج منها والذهاب إلى مساحات تكون فيها (الإثارة) الرياضية حاضرة والتحديات الجماهيرية أهم أجندتها وفق قوانين جماهيرية تحت مظلة (الاحترام) المتبادل مما يجعل بعض وأهم المساحات تستمر لساعات طويلة جداً.
ومن وجهة نظري فإن المساحات الجماهيرية تعتبر هي ( الإعلام الجديد ) الأكثر تأثيراً نظراً لتوجه بعض الأسماء الإعلامية لخوض تجربة حوارية مع الجماهير بل إن البعض منهم يقود تلك الحوارات والمساحات.