د. عيسى محمد العميري
مما لاشك فيه القول بأن تأثير الحروب في العالم هو أسوأ أنواع التأثيرات من جميع النواحي، فلم يثبت لنا التاريخ يوماً بحصول دولة على مكاسب جراء الحروب، سواء كان منتصراً أو منهزماً والتاريخ غني بمثل هذه الوقائع والتجارب.
وبناء عليه فإننا متفقون على هذه البداية. لننتقل بعد ذلك إلى تأثيرات الحروب في العالم وفي نظرة سريعة لآخر الحروب الحديثة نقول بأن طرفي النزاع في الحرب الروسية الأوكرانية خاسران، فمن ناحية الموقف الروسي من تلك الحرب نقول بأن هناك تأثيرات عديدة لهذه الحرب فمن ناحية أثرت الحرب على روسيا من الناحية الاقتصادية أقله وساهمت في إحداث الكثير من الظروف الاقتصادية لروسيا وتأثرت سلباً من عدة نواحي أخرى ترتب عليها الجانب الاقتصادي فهناك الحظر الأوربي والغربي على العديد من المناطق في أوربا وتأثرت العلاقات الاقتصادية في هذا الصدد، وعلى الجانب الآخر من طرف أوكرانيا نقول بأن بؤرة حرب بامتياز فهي أرض محروقة لا تتمتع بأدنى قدر من الأمان في ظل هذا النزاع. هذا من جانب. والأهم من ذلك كله تأتي الخسائر المالية المتمثلة في تخصيص الميزانيات الباهظة لأغراض الحرب وتغطية نفقاتها التي تضغط على كاهل الاقتصاد في كلتا الدولتين. وللتأكيد من جديد نقول بأن الحقيقة التي يخرج بها جميع أطراف الحروب والنزاعات في العالم هو عدم وجود منتصر حقيقي في أي صراع، بل هناك خسائر على أكثر من صعيد، ويصل تأثيراتها الى سنوات وعقود طويلة.
ومن جانب آخر، هنا نجد أن هناك العديد من الدول اتخذت سياسة مهمة جداً في تجنب الحروب والنزاعات وتعد دولا ضئيلة جداً. وفي هذا الصدد نجد أن تلك الدول بالمقابل حققت الكثير من الإيجابيات على أكثر من صعيد في موقعها على أكثر من صعيد وحققت نتيجة تلك السياسة مكاسب جمة وغير محدودة على العكس من الدول التي انجرت وراء الحروب والصراعات كان بالإمكان تجنبها بالعديد من الوسائل والطرق. وبالتالي فإننا نجد أن تأثيرات وسلبيات الحروب مدمرة في جميع أوجهها مهما كانت.
** **
- كاتب كويتي