أنهى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم معاناة شاب أربعيني من دولة قطر من تسريب السائل الدماغي عن طريق الأنف، وارتفاع مزمن بضغط الدماغ عبر عملية ترميم لقاع الجمجمة بالمنظار الجراحي الأنفي وبمساعدة جهاز الملاحة الجراحية المتطور.
وكان المريض قد جاء من دولة قطر الشقيقة قاصداً العلاج بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم وهو يشتكي بالإضافة إلى تسرب السائل الدماغي من ضعف بالعصب البصري لكلا العينين، وفور وصوله أخضعه الفريق الطبي الذي قاده د. حميد الحميد استشاري جراحة قاع الجمجمة والجيوب الأنفية، ود.هاني الجهني استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، لمجموعة من الفحوصات الطبية الدقيقة وكشفت النتائج وجود تآكل في الجزء الأيمن من قاع الجمجمة الأمامي، مع نزول أجزاء من أنسجة الدماغ إلى التجويف الأنفي، إضافة إلى ثقوب صغيرة في عظمة قاع الجمجمة، وهي ناتجة من الضغط المزمن للسائل الدماغي، وتمت دراسة الحالة بمشاركة إستشاريي الباطنة والتخدير وتم وضع خطة علاجية متكاملة.
وقال د. الحميد أن الفريق الطبي أجرى للمريض عملية ترميم لقاع الجمجمة بتقنية المنظار الأنفي، وبمساعدة جهاز الملاحة الجراحية المتطور، واستخدام الغضاريف والأنسجة الأنفية، دون الحاجة لجهاز تدوير السائل الدماغي أو الحاجة لفتح الجمجمة لعمل الترميم.
وقد استمرت العملية مدة «4» ساعات ومضت بسلاسة وتكللت ولله الحمد بالنجاح الكامل ونقل المريض مباشرة لغرفة التنويم وغادر المستشفى بحالة صحية جيدة بعد «48» ساعة.
وأضاف د. الحميد أن تسرب السائل الدماغي مع الضغط الدماغي العالي، زاد من تعقيدات العملية، ومع ذلك تمكن الفريق الطبي من ترميم قاع الجمجمة بمهارة عالية، مشيراً إلى أن العملية جنبت المريض بفضل الله، مضاعفات صحية خطيرة، في مقدمتها الإصابة بعدوى بكتيرية في أنسجة الدماغ الداخلية، والذي يترتب عليها غالياً تأثر الأعصاب، والوظائف الحيوية التي قد تؤدي بدورها إلى الوفاة لا قدر الله. وأشار إلى أنه تمت متابعته المريض بعد العملية ولم تظهر عليه أية علامات تدل على تسرب السائل الدماغي، وعاد لممارسة حياته بصورة طبيعية.