إيمان الدبيّان
كالبوصلة التي نستدل باتجاهاتها، وربما كالمجرة التي تتبعها كويكباتها، ولا شك أنها هي البذرة التي ينعكس منها ثمارها، والأكيد أن ما أقصده هو الأسرة بمختلف مكوناتها: الأب، الأم، الأبناء، قد تزيد هذه المكونات وقد تنقص لأي قدر من أقدار الحياة.
الأسرة اليوم هي في الزمن السهل الصعب، والعصر المريح المقلق، والفكر الواعي والمستغل، والإنسان المدرك الجاهل، مجموعة من التناقضات تمر بها بعض الأسر وقد تمثلها في مواقف متباينة.
إن الأسرة التي يرتكز عليها المجتمع، يعتمد نجاحها وتعلمها ووعيها وفكرها وكل صفة إيجابية فيها على الأب والأم أو أحدهما، هذان القائدان اللذان يمثلان القدوة الصالحة والشجرة الطارحة، وهما النور الذي ترى فيها بقية الأعضاء دربها ومنار مستقبلها.
مهم أن يكون الاحترام متبادلاً بينهما والتقدير محفوظاً لهما والحقوق والواجبات معترف بهما، فالمرأة هي السيدة والقائدة في بعض المواقف، والرجل هو السيد والقائد في مواقف أخرى، ومتى ما طغى أحدهما على الآخر فستطغى الفوضى على هذا الكيان.
ومن حرص دولتنا على نواة مجتمعنا وتحقيقا لأهداف رؤيتنا أنشأ مجلس شؤون الأسرة الذي يقوم بأدوار مهمة عبر لجان خاصة ومن هذه الأدوار:
إعداد مشروع إستراتيجية للأسرة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
التوعية بحقوق أفراد الأسرة وواجباتهم في الإسلام.
تحديد المشكلات والمخاطر التي تتعرض لها الأسرة، والعمل على وضع الحلول المناسبة لها.
توعية المجتمع بأهمية قضايا الأسرة، وسبل معالجتها.
تشجيع المشاركة الأهلية في الاهتمام بقضايا الأسرة، وطرح الحلول لمعالجتها.
إبداء المقترحات في شأن التشريعات ذات العلاقة بالأسرة.
إعداد قاعدة معلومات بشؤون الأسرة.
بقي الدور الأكبر والأهم على أرباب الأسر في واجباتهم تجاه أفراد أسرهم من تعليم وتربية وتثقيف وتوعية بأدوارهم العلمية والعملية والوسطية الدينية والأخلاقية والوطنية والمجتمعية، وفي تأصيل هويتهم الثقافية والتاريخية والتراثية واللغوية؛ فيملكون فكراً ثرياً وحساً وطنياً وشغفاً فتياً، فالفرد قيمته بفكره ووعيه ومضمونه لا بمظهره وشكله، وإن كان المظهر اللائق مطلوباً والذوق الخارجي مرغوباً.
دور أرباب الأسر مهم في حماية العقول -بعد الله- من تفاهات بعض المتناثرين في مواقع التواصل الاجتماعي الذين يبثون غثاءهم وثغاءهم نحو الشباب بناتاً وأولاداً فيكون بعضهم سبباً في الدمار وترك سيئ الآثار.
أسرنا أمانة أفراد، وحقوق مجتمع كلفنا الله بها وواجبنا الحفاظ عليها.