هناء الحمراني
في سعيها نحو التميز والجودة والعالمية حققت هيئة تقويم التعليم والتدريب ممثلة بمركز اعتماد العديد من الخطوات الجادة والملموسة، ففي عام 2023 حصلت على الاعتراف الكامل من الاتحاد العالمي للتعليم الطبي، وعلى تصويت كامل لجاهزيتها في اتفاقية سيئول لبرامج الحاسب الآلي وتقنية المعلومات، واتفاقية واشنطن لبرامج الهندسة في وقت قياسي مقارنة بالمدة الزمنية الإلزامية في هاتين الاتفاقيتين، ومؤخرًا توجت جهودها بالحصول على العضوية الكاملة في اتفاقية سيئول لبرامج الحاسب الآلي وتقنية المعلومات.
وكما أشار موقع الهيئة فإن هذه العضويات تهدف إلى تعزيز إمكانيات التعلم، وتنقّل الخريجين بين الدول الأعضاء، وإتاحة فرص العمل لخريجي المؤسسات الأكاديمية الوطنية المعتمدة من المركز في جميع أنحاء العالم، كما تساعد على تحسين وتطوير العلاقة مع وكالات وشبكات ضمان الجودة عالميًا، فضلاً عن توطين أفضل الممارسات الدولية في الاعتماد، مما يعزز مكانة الهيئة بوصفها مرجعية في اعتماد برامج التعليم الطبي والهندسة والحاسب.
ويعد الانضمام لهذه الجهات العالمية مؤشرًا لجودة نظام التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية سواء في التعليم الطبي أو الحاسب وتقنية المعلومات أو التعليم الهندسي، مما يعني أن الجامعات المحلية التي تحقق شروط الاعتماد الأكاديمي في السعودية تعد معتمدة أيضًا على مستوى عالمي، وقد حصلت العديد من تخصصات علوم الحاسب وتقنية المعلومات على الاعتماد الأكاديمي في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية مما يفتح الأبواب لطلابها للعمل في مختلف الدول الأعضاء في هذه الاتفاقية، كما يعكس التزام المملكة العربية السعودية بعدالة التعليم، وسعيها نحو تكافؤ الفرص للجميع.
إن هذا الجهد لم يكن إلا نتاجًا لرؤية طموحة بقيادة ملكنا وسمو ولي العهد حفظهم الله، ثم أصحاب المعالي، ومركز الاعتماد الأكاديمي في هيئة تقويم التعليم والتدريب وجهود الجامعات ممثلة في رؤسائها وعمدائها وأعضاء هيئة تدريسها وطلابها، وتأتي ثمار هذه الجهود لتنعكس على الجامعات والطلاب والمجتمع السعودي في مختلف المناطق.
ولاستدامة أثر الانضمام إلى الاتفاقيات العالمية، وتوسيع آفاقه، فمن الأمور المهمة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار أن هذا الإنجاز الذي احتفلت به المملكة العربية السعودية ممثلة في مجلس الوزراء، ومعالي وزير التعليم، ومعالي رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب، والجامعات، ينبغي أن يُثمَّن ويستثمر بأن يصل إلى طلابنا وطالباتنا في مختلف مدن ومحافظات وقرى المملكة، من خلال الأنشطة والبرامج التوعوية في التعليم العام، والتعليم الجامعي؛ ليدركوا قيمة انضمام برامج الجامعات المعتمدة من اعتماد إلى هذه الاتفاقيات، والبعد العلمي الذي تعنيه جودة البرامج، والفرص المهنية المحلية والعالمية التي تفتحها لهم، وأهمية دورهم في تحقيق مثل هذه المنجزات من خلال عملهم الجاد أثناء تعلمهم الجامعي، وإدراكهم أن صداهم وأثرهم يمتد إلى أبعد من معدلاتهم الجامعية.