عبود بن علي ال زاحم
في بيئة العمل، يتطلب النجاح والتقدم وجود بيئة محفزة تستند إلى التعاون والاحترام المتبادل بين الجميع. ومع ذلك، تواجه العديد من الشركات والمؤسسات تحديات تتمثل في استغلال بعض الأفراد لمناصبهم الإدارية لأغراض شخصية، ما يؤدي إلى إحداث أضرار كبيرة للموظفين والبيئة العملية بشكل عام.
يعاني البعض من الموظفين من تعرضهم للإساءات المتعمدة ومحاولات الإحباط من قبل بعض الرؤساء والمشرفين، حيث يتم تداول النميمة ونشر الشائعات بهدف تقويض سمعتهم وإحباطهم. هذا التصرف لا يؤثر فقط على الفرد المستهدف، بل ينعكس أيضًا سلبًا على المناخ العملي والإنتاجية بشكل عام.
من أخطر التحديات التي تواجهها البيئة العملية هو استغلال البعض لمناصبهم الإدارية لغرض تشويه سمعة زملائهم الذين يختلفون معهم في الرأي أو النهج. يعكس هذا السلوك نقصًا في القيادة والتأثير السلبي على ثقة الفريق وروحه المعنوية.
ولحماية البيئة العملية والحفاظ على التوازن والاستقرار داخل الفرق العملية، يجب على القادة والمشرفين أن يعتمدوا على القيم والمبادئ الإسلامية التي تحث على العدل والاحترام المتبادل بين الناس.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ..} (سورة الحجرات:11)
تحث هذه الآية على الاحترام المتبادل وعدم السخرية أو التقليل من قدر الآخرين بسبب الاختلافات في الرأي.
وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» (رواه البخاري). يجب على القادة أن يكونوا قدوة في حفظ الأمانة وتجنب الإساءة إلى الآخرين بأي وسيلة.
إن تحقيق النجاح في البيئة العملية يتطلب تبني مبادئ القيادة النزيهة والعادلة، والتي تساعد في بناء فرق عمل قوية ومترابطة من خلال تطبيق التعاليم الإسلامية والاستفادة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، يمكن تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية في البيئة العملية، وتعزيز الاحترام والتقدير بين الزملاء والموظفين.
باختصار، إن القيادة الناجحة هي التي تبني الثقة وتحترم الفرد وتعمل على تعزيز الروح المعنوية والإنتاجية داخل الفريق الواحد.