د.عبدالعزيز الجار الله
صدر عن هيئة التراث بوزارة الثقافة عام 2023م موسوعة: الآثار القديمة في المملكة العربية السعودية للأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن سعود بن جار الله الغزي عددها (4) كتب هي: الآثار القديمة بالمملكة العربية السعودية (3) أجزاء، تحتوي على: العصور الحجرية، المستوطنات، الفخار، الأفران الفخارية، الزخرفة، النقوش والكتابات، الدمى، العملة. وكتاب الفنون الصخرية في المملكة العربية السعودية، يضم: بيئات الفنون، تاريخ الفنون، تقييم الفنون، تصنيف الفنون. ذكر المؤلف د. الغزي في المقدمة: لاحظ الباحثون حدوث ثورة فكرية وصناعية في حياة الإنسان مع ظهور العصر الحجري الحديث، ابتداء من الألف السابع ق.م الذي يسمى أحيانا بـ (عصر الهولوسين)، والذي خلاله ظهرت أهم اكتشافات الإنسان، مثل: صناعة الأدوات الحجرية الدقيقة والكتابة وصهر المعادن، والتي لا يزال الإنسان إلى اليوم يعتمد عليها.
وعندما اجتمعت مادة اثرية متنوعة بدأ الباحثون يفكرون في عرضها لعامة الناس فوجدوا أن مادة الصناعة هي أنسب المعايير لتقسيم تلك المواد داخل المتاحف في أصناف متوالية زمنياً، فخرجوا بتقسيم وفقا لمادة الصناعة كالآتي:
أولاً: العصور الحجرية، وهي العصور التي شاع خلالها استخدام الحجر في أدوات وأسلحة وأوعية الإنسان، وتشمل تلك العصور:
1- عصر حجري قديم، ويشمل: عصر حجري قديم أسفل، وعصر حجري قديم متوسط، وعصر حجري قديم أعلى.
2- عصر حجري وسيط، وهو مرحلة انتقالية من العصر الحجري القديم إلى العصر الحجري الحديث، وعصر حجري حديث، ويشمل العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار، وعصر حجري حديث فخاري.
ثانياً: العصور المعدنية، وهي العصور التي شاع خلالها استخدام المعادن في صناعات الإنسان، وتشمل تلك العصور العصر النحاسي، والعصر البرونزي، العصر الحديدي.
والعصور المعدنية هي عصور الارتقاء الحضاري السريع، وظهور الكيانات السياسية القديمة التي تطورت أنظمتها في امبراطوريات ومشيخات. وسرعة انتقال الحضارات من مرحلة إلى مرحلة، ومن تطور إلى تطور.
ما الآثار:
ووجود آثار للإنسان يؤرخ بنهاية عصر البلايسوتوسين دخولاً بعصر الهولوسين الذي لا يزال مهيمناً. ويقدر عمر وجود الإنسان على الكرة الأرضية بما يزيد على مليوني عام. قسمها العلماء إلى عصور رئيسة. فمنهم من وضعها في:
1- عصر ما قبل التاريخ.
2- العصر التاريخي. ومنهم من وضعها في: أ- العصور الحجرية. ب- العصور المعدنية.
3- العصور التاريخية، وهي تداخل مع العصور المعدنية، في نهاية العصور المعدنية وبداية العصور التاريخية، ومنهم منفصل في فتراتها الرئيسة، ومنهم من فصل فيها تفصيلاً مفصلاً، شمل فتراتها الرئيسية والفرعية.
عاش الإنسان حياة طويلة تسمى بالعصور الحجرية وتقسم إلى ثلاثة أقسام بعمر يتجاوز المليوني عام، وخلال هذه المدة لم يبدأ الإنسان باستخدام أماكن إقامة مؤقتة إلا مع منتصف المئة ألف الأخيرة، وهو العصر الذي يسمى بعصر الكهوف، عصر إنسان النياندرتال الموجود حالياً.
وبعد هذه المرحلة بدأت التغيرات المناحية، فدفعت الإنسان إلى الوجود في بيئات يحتاج أن يتأقلم معها، وأن يستخدم مميزاتها، وكان ذلك مع بداية العصر الحجري الوسيط، وهذا الشيء حتم عليه أن يقيم في مناطق لبعض الوقت، فبدأ الإنسان بالتعامل مع مادة البناء، وخلال عشرين ألف سنة استخدم مواد متعددة، وطرق بناء مختلفة، وتخطيطاً معمارياً متبايناً.
الآثار في المملكة العربية السعودية في العصور القديمة
أفادت تراكمية الأعمال الأثرية أن الإنسان قد وجد أولاً في قارة إفريقيا، في وادي أولدفاي في دولة تنزانيا بتاريخ يسبق الوقت الحاضر بما يزيد على مليوني عام. ومن مكانه الأول قام بمهمة الانتشار، وهي رحلة طويلة استغرقت مئات الآلاف من السنين. ويرى بعض العلماء أن الإنسان وصل إلى المملكة العربية السعودية عبر باب المندب؛ فانتشر في أرجاء المملكة العربية السعودية وبخاصة جزئها الغربي، حيث وجدت أدواته في أقدم مواقعه له في منطقة تلالية تقع على وادي الشويحطية بالقرب من قرية الشويحطية في محافظة سكاكا في منطقة الجوف، كما وجد له موقعان آخران أحدهما يقع على حافة شعيب دحضة في منطقة نجران، والآخر يقع على حافة وادي تثليث في منطقة عسير. ويرجح أن تاريخ هذين الموقعين أقدم من تاريخ موقع الشويحطية بما لا يقل عن ربع مليون عام، ففي حين يؤرخ موقع الشويحطية بما لا يقل بمليون وربع المليون عام، فإن موقع شعيب دحضة ووادي تثليث يؤرخان بمليون ونصف المليون عام.
وهناك من يرى أن هجرة الإنسان من قارة أفريقيا إلى قارة آسيا تمت عبر شبه جزيرة سيناء التي منها انحدر الإنسان في شبه الجزيرة العربية، ليترك أدواته في مواقع الشويحطية ومنها ينتشر في بقية أرجائها. (الغزي، عبدالعزيز بن سعود، الآثار القديمة، 2023، ص: 9 -13).