عقل العقل
كعادة منظومة الهلال تعمل بشكل متناسق في الملعب وفي تعزيز علامة النادي التجارية والتي تعتبر إحدى روافد النادي المالية المهمة في عالم اليوم والنجاح في تسويق العلامة التجارية وتميز هذا المنتج عن علامات الأندية والشركات الرياضية هو أساس النجاح والاستمرارية في التفوق في الملاعب، أنديتنا السعودية أهملت تسويق وترسيخ علاماتها التجارية لفترة طويلة ولكننا نشهد اليوم تعاقد هذه الأندية مع كفاءات أجنبية من أوروبا لها باع احترافي طويل في تسويق العلامات التجارية لأنديتنا والذي إن نجحت سوف تكون من إحدى موارد الأندية المالية والذي سوف يساعدها في عالم التعاقدات النوعية ذات القيمة المرتفعة لأننا نمر في حالة دعم حكومي غير مسبوق للأندية من خلال التعاقد من نجوم عالميين بتكلفة تصل للمليارات هذه الحالة باعتقادي لن تستمر طويلاً ويفترض أن عملية تسويق منتجات النادي المختلفة تكون بداية الطريق في مفهوم الاستدامة المالية لأنديتنا في العقود القادمة، ويحتلّ نادي الهلال المركز الأول؛ بحسب «brandfinance» من حيث قوة العلامة التجارية بين أفضل 10 علامات تجارية لأندية كرة القدم في السعودية.
وجاء في المركز الثاني نادي النصر، بينما جاء نادي الاتحاد الثالث كأقوى العلامات التجارية لأندية كرة القدم السعودية.
وفى نفس السياق تصدّر ريال مدريد الإسباني قائمة النادي الأعلى علامة تجارية لأندية كرة القدم قيمة وأقوى علامة تجارية في العالم، متجاوزًا نادي مانشستر سيتي.
الموسم القادم سوف تحتاج العلامة التجارية للهلال ومنتجاتها التقليدية والرقمية لعمل احترافي جبار فالفريق الهلالي سوف ينافس ويشترك في البطولات المحلية والتي حصدها الموسم الماضي بثلاثية نظيفة، في الموسم المقبل لديه مشاركات قارية في البطولة الآسيوية والأهم بدون منازع هي مشاركة الهلال ممثلاً للكرة السعودية في بطولة كأس العالم للأندية والتي سوف تقام في الولايات المتحدة الأمريكية في صيف 2025، ويحتاج الفريق الهلالي للكثير من العمل لتسويق منتجاتها وعلامته التجارية في ذلك المحفل الدولي وأتمنى أن تكون هناك معارض مصاحبة في المدن الأمريكية التي سوف يكون للهلال مباريات فيها، وأن تحكي تلك المعارض تاريخ المملكة أولاً مصاحباً لتاريخ بطولات الهلال في كرة القدم من إنشاء النادي، الهلال خاض مثل هذه التجربة في افتتاح ملعب الوسيل في قطر ولعب أمام الزمالك المصري في فعالية (كأس سوبر لوسيل) وفاز فيها الزعيم السعودي ونظم فعالية استعرض فيها البطولات التي حصدها مؤخراً.
الأندية السعودية وفي مقدمتها الهلال تتسابق عليها الشركات المحلية الكبرى في عقود رعاية ضخمة وتزيد مداخيلها كل عام وهذا دليل على أهمية العلامة التجارية للأندية والتي تعتبر أو يفترض أن تكون من أدوات الاستدامة المالية لأي مؤسسة رياضية في العالم، فالهلال بجانب أنه يأتي في المقدمة من حيث الجماهيرية في المملكة وفي الخليج فهو الحاضر دائماً بالبطولات والفوز فيها. وهناك أندية لها جماهيرية منافسة للهلال ولكنها تغيب لعقود عن منصات التتويج مما يضرها من الناحية التسويقية لعلامتها التجارية، فالنصر مثلاً وقّع عقداً مع أحد أيقونات الكرة العالمية كريستيانو رونالدو وهو بلا شك علامة تجارية بحد ذاته والبعض كان يجزم أن النصر هو الأول من حيث الأرقام بالتسويق لمنتجاتها ولكن هذه الإحصائية وضعت النصر في المركز الثاني بعد الهلال وأعتقد أن السبب الجوهري في تعثر وعدم الاستفادة من رونالدو في النصر هو عدم تحقيق الفريق لبطولات من العيار الثقيل, تخيل كم سوف تنتشر العلامة التجارية للنصر لو حقق الفريق مثلاً كأس الملك فحتى بكاء رونالدو الهستيري حسرة على الهزيمة أمام الهلال في تلك الموقعة سطرها الإعلام والصحافة العالمية.
أتمنى أن تستفيد المملكة من مشاركة الأندية السعودية وفي كل الألعاب في الخارج بالدعم الفني واللوجستي فلا يصح أن تستمر مشاركتنا الشرفية فقط خاصة مع تواجد نجوم عالميين في الدوري السعودي فما المانع بجلب أكثر من نجم عالمي للفرقة الهلالية في مشاركتها العالمية القادمة وكل الأندية السعودية.