يزيد الدبيخي
في بحور العلم وساحات التعليم هنالك قصص تروى وأحداث تحكى وقصائد تلقى وأشعار تغنى فما بين جزر البحر ومد الجسر هنالك صفحات خالدة كتبت في مذكرات التاريخ وسجلتها أروقة العصور وشهدت عليها منصات الإنجازات ومنارات النجاحات حديثي عن غاية تبناها العظماء المخلصون وصنعوا بها العباقرة والمفكرين عبر رحلة كانت مليئة بالتحديات والعقبات ولا تخلو من التضحيات ولكن كان الإصرار يغطيها والتمكين يسودها وذلك لأجل صياغة مجد جديد وصناعة جيل تليد ولكن هنالك نقطة مفصلية وشعرة فاصلة وأداة فارقة بين صناعة جيل واعد أو جيل محدود الإمكانيات ضعيف الطموحات وما بين هذا وذاك يقف المعلم والمربي والذي بدوره قيادة جيل يخدم المستقبل ويسعى لبناء الأمل وخلق الأثر أو معلم يهدم بعقليته السقيمة طموحات بنيه منذ الصغر ونقشت على حجر البحر فالمعلم الذي لديه رسالة سامية وهدف عميق ويضع أمام عينيه دوماً مراقبة الله عز وجل له ويسعى جاهداً أن يكون نبراساً يحتذى وخلقاً يقتدى وألا يبخل بعلمه ووقته على طلابه هو بدون أدنى شك أولى خطوات لبنات صناعة جيل مختلف وعظيم والذي سوف يخرج أطباء يعالج بعلمهم مرضى ومساكين ومهندسين يساهمون بخططهم إعمار الحضارة وصناعة النهضة وضباطاً يقدمون أرواحهم لحماية وطنهم ومقدساته وآخرين ارتقوا سماء الغيوم محلقين طائرات على متنها أشخاص من مختلف الطبقات والجنسيات ليختصروا عليهم عناء المسافات وتعرج الطرقات، وصعوبة الانتقالات وهنالك من تخصص في علوم الشريعة وأحكام العقيدة فأصبح علماً من أعلام التقوى ومرجعاً للفتوى فهؤلاء طلاب اليوم هم أركان الغد وأعمدة المستقبل بإذن الله، فالمعلم الذي صدق مع نفسه أولاً ثم مع طلابه هو بدون أدنى شك فاز بفوز عظيم وأجر كبير من السميع العليم وهنا رسالة لجميع من أنعم الله عليه وأكرمه في حمل لواء التعليم أقول له بقلب صادق محب أنت باستطاعتك أن تجعل من طلابك قوة لا تهزم وإرادة لا تكسر وعزيمة لا تقهر، وستكون بذاكرتهم دائماً وأبداً فكن لهم لا عليهم، وازرع في قلوبهم العزيمة والثقة فأنتم مفتاح العلوم وأسس من أساسيات التربية وركيزة من ركائز المجتمع فبمعلم معطاء نسير بخطوات ثابتة تملؤها العزيمة وتقودها الثقة نحو مستقبل مشرق ومضيء فأنتم صناع المعرفة وكاشفو الموهبة ختاماً أتمنى لمعلمينا الأعزاء التوفيق والرخاء ولن ننساهم من صادق الدعاء فبكم كنا وفيكم نكون.