عبدالمجيد بن محمد العُمري
المسلمُ أخو المسلم، يسره ما يسره ويحزنه ما يحزنه، فلا يليق به أن يشمت بأخيه وأن يظهر الفرح بعيبه ونقصه؛ فالشماتة بالمبتلين وإظهار عيوبهم ونقصهم فرحاً بذلك وتلذذاً به إثم عظيم حذرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عاقبته، فعنْ وَاثِلةَ بنِ الأسْقَعِ رضي اللهُ عنهُ قالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَة لأَخِيكَ فَيرْحمْهُ اللَّهُ وَيبتَلِيكَ» رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ.
وقد كتب أخي الشاعر يحيى رياني أبياتاً بهذا المعنى، وعقبت عليه مؤكداً على التحذير من الشماته وإليكم الأبيات:
يا ربّ لا نُبلى بعيبٍ في امرئٍ
كنّا نعيرهُ به فأتانا
إنَّ الشماتةَ يُستردُ جزاؤها
فتجيءُ يُهلكُ أمرها الإنسانا
فإذا رأيت المبتلى في عقله
أو شكله أو طبعهِ أحيانا
ممّا رأينا قُلْ: إلهي عافهِ
واستر علينا لا يكونُ بلانا
ننسى ونغفلُ والشماتةُ لم تزل
محسوبةً والله لا ينسانا
وكان جوابي:
وَإِذَا رَأَيْتَ بليةً في مُسلمٍ
قَدْ زادَ مع طولِ المدى إمعانا
احذر ولا تشمت وكن متفكراً
أنّى ذكرت السوء لا تتوانى
أشكر لربك أن سلمت من الأذى
سُبْحَانَهُ مِن خالقٍ سوانا
واسألهُ عافيةً لمن هو مبتلى
قُل: يا إلهي أنت من عافانا
فاللهُ ربُّ العرشِ جلَّ جَلالهُ
يُعطي العبادَ المتقين أمانا