عبدالكريم بن دهام الدهام
قبل سنوات قلائل، قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، مخاطباً السعوديين: «ما نمر به اليوم تاريخ لا يُنسى، وتحد مع الزمن سنجني قريباً منجزات وأعمالًا لا تخطئها الأنظار»، وإن مواجهة هذا التحدي لن تتوقف «وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق.
لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل»، وقال: «معاً سنكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعاً، مزدهرة قوية، تقوم على سواعد أبنائها وبناتها»، فسرعان ما تحولت تلك الأقوال التاريخية إلى أسلوب عمل للقيادة الرشيدة - أعزها الله -، بالتزامن مع مخرجات الرؤية الطموحة 2030 .
قفزت تلك الأقوال التاريخية إلى الذاكرة بينما كنت في الأيام الفائتة أتابع أولمبياد الكيمياء الدولي في نسخته السادسة والخمسين، الذي اختتم في الـ30 من يوليو.
في ذلك الأولمبياد، توقفت أمام الاهتمام المبكر للمملكة بمسائل الاستكشاف والرعاية المتقدمة للموهوبين والمبدعين على المستوى المحلي والدولي، وتوقفت أمام أثر مثل هذه المسابقات الكبيرة للطلاب والمعلمين والعاملين في مجال الكيمياء في مختلف المجالات داخل المملكة، علاوة على أن استضافة نخبة الموهوبين والخبراء الدوليين في مجال الكيمياء من 89 دولة حول العالم سلَّط الضوء على مكانة المملكة العلمية وريادتها في الأبحاث والصناعات الكيميائية، وحفَّز تبادل الخبرات الدولية مع المتخصصين في الجامعات ومراكز الأبحاث الوطنية، ومكَّن هذا الحدث النوعي جميع الجهات ذات العلاقة من بناء الروابط مع علماء المستقبل والخبراء في هذا المجال. كما أسهمت هذه الاستضافة بالتعريف بتراثنا الثقافي العميق المرتبط بسلسلة من الحضارات الإنسانية.
أولمبياد الكيمياء 2024 كان فرصة علمية تاريخية لن تتكرر، بتنظيم من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» وبالشراكة مع وزارة التعليم وجامعة الملك سعود وشركة سابك، تحت ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-، لنصنع تغيراً علمياً ومهارياً حقيقياً لحياتنا بأكملها، ولنبدأ من الآن في المشاركة الفاعلة من الشركات السعودية الكبرى في مجال الكيمياء، أولمبياد الكيمياء 2024 تظاهرة كاملة تحت قبة الوطن الذي يجمع، ليس ليبهر الأنظار، لكن ليبهر العقول.. فلنفخر ولنبتهج.
هكذا أعلنها صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان: «سنجمع المبدعين والموهوبين من كل العالم لصنع شيء مختلف»، إنها رؤية وإرادة (أبو سلمان) للانتصار في سباقنا مع العالم.