د. محمد بن إبراهيم الملحم
تبدأ الدراسة قريباً خلال أيام ليعود الطلاب لمدارسهم في الفصل الدراسي الأول الذي طالما شكا منه كثيرون ممن انتقدوا الفصول الثلاثة باعتبار أن هذا الفصل هو أهم جزء في المشكلة لأنه يأتي في فترة حرارة الصيف بنهاية أغسطس وشهري سبتمبر وأكتوبر ومع أن شهر سبتمبر هو بداية الخريف حسب توقيت الفصول ولكن مع تغيرات الطقس في السنوات الأخيرة أصبح هذا الشهر شهراً حاراً جداً ولا يمكن أن تسير الدراسة في مدرسة تعطلت مكيفاتها أو بعض منها، وهو ما يعرض عدداً من المدارس لمشكلات التوقف من فترة لأخرى في هذا الفصل الحار. لا أملك حلاً جذرياً لمشكلة تراجع إمكانيات الصيانة الوقائية أو بطء الصيانة الطارئة عند ظهور مشكلات، ولكن أقدم اليوم مقترحاً يخفف من مشكلة عناء الصيف وحرارته في هذا الفصل الدراسي، ويتمثّل ذلك في تغيير توقيت الدراسة لتبدأ الساعة السادسة بدلاً من السابعة ومبرر ذلك أن الأمر يقترن بمفهومين: الأول المفهوم الإسلامي من جهة والتقليدي السعودي في بيئتنا من جهة أخرى لبدء فترة النهار، وهي ساعة إشراق الشمس على أكثر التقديرات تأخراً وأعني عند عدم اعتبار صلاة الفجر هي بدء النهار، ومن هذا المنطلق فإنه ينبغي أن يكون بين هذا الوقت (أعني شروق الشمس) وتوقيت بدء الدراسة ما لا يقل عن نصف ساعة ليتمكّن الطلاب الذين ينتقلون من بيوتهم للمدرسة مشياً على الأقدام أن يمشوا في ضوء النهار لا في عتمة غلس الفجر، أما من يستخدمون السيارة أو الحافلة فهم يتمتعون بميزة تمكنهم من التحكم بوقتهم بشكل أفضل، فعلى أسوأ الظروف وعندما نتأمل من يحتاج إلى ساعة كاملة للوصول للمدرسة بواسطة السيارة فإن الفترة ما بين الفراغ من صلاة الفجر وشروق الشمس هي أكثر من ساعة وتحقق هذا الهدف بكل سهولة.
ولكي نكون عمليين فإن مقترحي الذي يتضمن أن يكون للفصل الدراسي الأول توقيت «صيفي» خاص به تبدأ فيه الدراسة السادسة صباحاً وتنتهي الحادية عشرة أي قبل زوال الشمس واشتداد الحرارة سيحقق هذا المقترح مشي الطلاب لمدارسهم في جو ألطف مما هو الآن، وعودتهم لبيوتهم أبكر من الوقت الذي يعودون فيه بالتوقيت الحالي، وكلا الأمرين يخفف شيئاً من عناء الدوام الصيفي، وللوقوف على جدارة هذا المقترح فإنه مع بدء الدراسة يوم 18 أغسطس 2024 تشرق الشمس 5:25 وهذا يعني وصول الطلاب الذين يأتون مشياً لمدارسهم بين 5:30 و6 في وقت نهار كما أن الطابور الصباحي المنعقد بين 5:45 و6 هو في فترة طقس معقول جداً فلم يمض على بزوغ الشمس إلا نصف ساعة تقريباً ولم تسخن الأرض بعد ولا يزال الجو محتملاً في الخارج، أما مع نهاية الفصل في 7 نوفمبر 2024 فإن شروق الشمس يكون 6:05 أي أن حركة الطلاب الماشين لمدارسهم بين 5:30 و6 أمر ممكن عند النظر إلى أن النور يبزغ قبل شروق الشمس بحوالي 20-30 دقيقة وفي المتوسط هي 25 دقيقة، بمعنى أن الطالب يغادر منزله للمدرسة مع بداية بزوغ نور النهار وانسلاخ ظلمة الفجر، وأما الطابور الصباحي الذي بين 5:45 و6 فهو في فترة (البراد) فلم تطلع الشمس بعد ولا يزال نسيم الفجر موجودًا يلطف الأجواء في ساحات المدارس المفتوحة.
لقد كان هذا التوقيت مطبّقاً فيما مضى من الزمان فالناس يذهبون لأعمالهم منذ السادسة صباحاً، بل بعض منهم قبل ذلك، ويعودون من أعمالهم قبل صلاة الظهر أو بعدها مباشرة لتتوفر لهم مدة مناسبة لأخذ إغفاءة ما بعد وجبة الغداء، ولقد ولى هذا الزمن فعلاً ولكن لا يوجد ما يمنع أن نستعير بعض معالمه لنلطّف مشكلة يعاني منها أبناؤنا وبناتنا مع الدراسة في فصل الصيف الحار جداً.