عبدالمجيد بن محمد العُمري
مع مرور الزمن والتجارب عرفنا أن المظاهر خداعة، وتعلمنا إنه ليس كل ما يلمع ذهباً وأن حبل الكذب قصير، وتعلمنا ألا ننتظر أي شيء من أحد ولا نتأمل بأحد،بل تعلمنا كيف نتقي شر الناس أكثر مما نؤمل منهم من خير، وتعلمنا متى نثق وبمن نثق، وهذا مع مرور الأيام، فاليوم علاقات الناس يحكمها المصالح وليس المباديء والقيم، ومع إحسانك للناس فعليك أن تتوخى الحذر فإن أولى السهام منهم. قال الشاعر الدكتور وائل جحا:
إذا ماخُدعتَ ببعضِ البشرْ
وكنتَ تراهم بأبهى الصّورْ
وتسمعُ منهم جميلَ الكلامِ
فتحسبهم ينطقونَ الدُّرَرْ
يقولونَ أنتَ أخٌ وصديقٌ
ولن نتخلَّى إذا العسرُ مَرْ
ولكن إذا ما أصابكَ ضرٌّ
ستُذهلُ مما يُريكَ البَصَرْ
سيسقطُ عنهم قناعُ النّفاقِ
ويسعونَ كيما تذوقَ الأَمَرْ
ويبدونَ سوءَ الطّباعِ وقلباً
بقسوتهِ فاقَ حتّى الحَجَرْ
وينسونَ كلَّ عهودِ الوفاءِ
فتذهبُ دونَ بقاءِ أَثَرْ
فتعلمُ بعدَ فواتِ الأوانِ
وهل سيفيدُكَ بَعدُ الحَذَرْ
بأنّكَ كنتَ ضحيةَ غدرِ
ذئابٍ تخفّت بزيِّ البَشَرْ
فقلت مجارياً ومجيباً له:
تفطن تفطن وكن في حـذر
ولا تنخدع في طباع البشر
فإن الفعال خلاف الكـلام
وتبقى الحقيقة بعد الأثر
كثيرُ الوعودِ غدت كالسراب
وما أكثر الطير فوق الشجر
وباءُ الخـديعة بين الـورى
أراه نمــى بيننــا وانتشــر
كـذاك التملـق بين الأنـام
كداء النفاقِ طغى واشتهر
وكم ابتلينا بمن راوغوا
هُمُ كالثعالبِ بل هم أمر
خدعنا كثيراً بأزيائهم
ومن جاءنا في جميل الصور
فأخلاقهم قد غدت بالحضيض
لأجل المصالح في منحدر
أقولُ وربِّيّ هو المستعان:
كفانا الإلهُ شـرور البشـر