نقض المرأة شعرها عند الغسل
* ورد في حديث أُمِّ سلمة - رضي الله عنها - كلمة: «فأنقضه؟» [مسلم: 330]، فما النَّقْض؟ وما كيفيَّته؟ وهل عليها شيء إذا نقضتْ شعرها؟
- النَّقْض: حَلُّ المُبْرَم المُحْكَم المَشْدود المَرْبوط، وفي الآية: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا)، [النحل: 92]، فهي تَنسج بعضَه في بعض، هذا الغَزْل، ثم بعد ذلك تَنْقضه وتَنْكثه.
ونقْضُ الشعر للغُسل سواء كان في الحيض، أو في الجنابة؛ لأنه إذا كان مضفورًا ومشدودًا، فإن كان كثيفًا امتنع وصول الماء إلى البشرة، وإن كان خفيفًا يمكن أن يتخلَّل الماء ويصل إلى جلدة الرأس. والنبي- صلى الله عليه وسلم - أَمر عائشة - رضي الله عنها - بالنقض، ولم يأمر أُمَّ سلمة -رضي الله عنها-، وأُمُّ سلمة كبيرة طاعنة في السنِّ، والغالب أن شعر الكبيرة يكون خفيفًا، وعائشة شابَّة، فحينما قيل لها هذا الكلام: «انقضي شعرك» [ابن ماجه:641] ما كمَّلت الثامنة عشرة، فالشابَّة شعرها كثيف، وأكثر من كبيرة السنِّ، فلعلَّ هذا هو السبب في أمر عائشة دون أُمِّ سلمة، وحينئذٍ نَسْلم من الحُكم على حديث أُمِّ سلمة في ذِكر الحيضة [مسلم: 330] بالشذوذ.
(وهل عليها شيء إذا نقضتْ شعرها؟)، لا شك أن النَّقْض أكمل؛ ليصل الماء إلى البشرة، لكن هل يكفي أن تُروِّي أصول الشعر دون نَقْضه، أو لا؟ هذا الكلام، وإلَّا فنَقْضه أفضل، لكنه غير لازم.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-