عبد العزيز الهدلق
فشل الألعاب الرياضية السعودية في مشاركاتها الأولمبية الآسيوية أو الدولية واضح ولا يحتاج لبيان. ومما لا شك فيه أن اللجنة الأولمبية السعودية لديها من الكفاءات والخبرات الرياضية ما يجعلها قادرة على تشخيص أسباب ذلك الفشل المتتابع، ووضع الحلول الكفيلة بتطوير مختلف الألعاب وجعلها تنافس على جميع الأصعدة.
ومن باب المشاركة في الرأي وتقديم الاقتراحات فأرى أن التطور الرياضي في جميع الألعاب لا بد أن يبدأ من المدارس والأكاديميات الرياضية؛ فهذه المدارس والأكاديميات تضمن اكتشاف المواهب منذ الصغر وتأسيسهم وفق معايير وقواعد علمية سليمة، إضافة إلى أن هذه المدارس والأكاديميات سوف توسع قاعدة الممارسة الرياضية من سن صغيرة في جميع الأندية على مستوى المملكة، ومن هنا يتم اكتشاف المواهب، وتتم رعايتها وفق برامج علمية معدة مسبقاً.
فمساحة بلادنا الشاسعة، وتنوعها الجغرافي، والديموغرافي، وعدد سكانها الكبير يضمن ثراءً وتنوعاً في المواهب الرياضية التي تحتاج إلى اكتشاف ورعاية. وحسب الإحصاءات فإن النسبة الأكبر من الشعب السعودي هم من الشباب ودون العشرين عاماً. وهذه الفئة مغرمة وشغوفة بالرياضة، وهي بحاجة لتوفير البيئة المناسبة للممارسة والرعاية والتحفيز. وهذه العوامل إيجابية للغاية وتساعد صاحب القرار في تنفيذ خططه وبرامجه بنجاح.
وبلادنا مقبلة على استضافة الألعاب الأولمبية الآسيوية في 2034، وهذه السنوات العشر التي تفصلنا عن ذلك الموعد تفرض بدء العمل من الآن لمشاركة ناجحة ومميزة بوضع الخطط والبرامج الهادفة لصناعة أبطال في مختلف الألعاب.
ومن المهم أن تكون الخطة العشرية لصناعة أبطال أولمبيين التي يفترض وضعها إلى عام 2034 مجزأة الأهداف، بما يكفل التعرّف على صحة المسار، وبما يكفل أيضاً التعرّف على مقدار التقدم في تنفيذ الخطة العشرية. ففي عام 2026 ستُقام البطولة الأولمبية الآسيوية في اليابان، وفي عام 2030 ستُقام في قطر، كما سيُقام الأولمبياد الدولي 2028 في لوس أنجلوس، وفي عام 2032 سيُقام في بريزبان أستراليا. وكل هذه التظاهرات الأولمبية ستُقام قبل موعد استضافة المملكة للأولمبياد الآسيوي في 2034 . وستكون نتائج مشاركاتنا في تلك الدورات الأولمبية آسيوياً ودولياً مؤشراً فعلياً وحقيقياً لما ستكون عليه مشاركتنا في أولمبياد الرياض 2034 . ولن تكون مشاركتنا في أولمبياد 2034 ناجحة ومميزة ما لم تكن مشاركاتنا فيما قبلها متدرجة التطور.
لذلك أتمنى أن توجه ميزانيات الدعم للتطوير الرياضي نحو تأسيس المدارس والأكاديميات الرياضية لمختلف الفئات السنية، ومختلف الألعاب الرياضية، وفي مختلف المناطق والمحافظات بالمملكة.
ونحن بهذا لا نكتشف شيئاً جديداً، ولا نخترع ما لا يعرفه غيرنا من أصحاب التجارب الناجحة، بل نستفيد منهم ونحاكي تجاربهم المميزة. فأسلوب المدارس والأكاديميات واستقطاب الكفاءات والخبراء في التدريب والتخطيط هو المتبع في جميع الدول التي تحصد الذهب والفضة والبرونز في الألعاب الأولمبية.
وما ينطبق على الألعاب الرياضية المختلفة ينطبق تماماً على لعبة كرة القدم. التي لن تتطور بالشكل المأمول إلا بالاهتمام بالمواهب الصغيرة ورعايتها وتطويرها. من خلال المدارس والأكاديميات واستقطاب المدربين من ذوي الخبرة والكفاءة.
فصناعة البطل الأولمبي تحتاج إلى عمل وتخطيط واهتمام ورعاية وتمويل واستقطاب خبراء متخصصين، ومحاكاة التجارب الناجحة.
زوايا
** من حق السعوديين جميعاً أن يتطلعوا للفرح بتحقيق ميدالية أولمبية، كما يفرح غيرهم من شعوب العالم.
** التجنيس أسلوب من أساليب التطوير الرياضي، وصناعة أبطال أولمبيين. وسبق أن تشرَّف عدد من الرياضيين بحمل الجنسية السعودية لتميزهم الرياضي، ونتمنى الاستمرار في هذا التوجه وأن يكون أكثر دقة، ليحقق هدفه.
** إدارة الهلال ما زالت تلتزم الصمت تجاه ما يحدث لفريق السلة، والانهيار الذي يحدث له، فمن حق الجماهير الهلالية أن تعرف حقيقة ما يحدث. ومن وراء هذا الانهيار. ولماذا حدث ذلك؟ كيف يكون هذا مصير الفريق الذي احتكر بطولات الموسم الماضي؟!
** غير مقبول الحديث عن وقوف الظروف المالية وراء انهيار لعبة السلة في الهلال! فهذه اللعبة هي الثانية في النادي في تحقيق البطولات بعد كرة القدم. كيف تنهار إحدى واجهات النادي المشرِّفة بهذه الكيفية؟!
** سبق أن تعاملت إدارة الهلال بكل رقي وحضارية مع إدارة الاتحاد في عهد أنمار الحائلي عندما أبلغته بأن وكيل رومارينهو قد عرض عليهم اللاعب للانتقال وهو لا يزال يلعب ضمن صفوف العميد! واختتم الحائلي فترة رئاسته بانضمامه للبيان الثلاثي ضد الهلال! واليوم هناك موضوع خطير تتعامل معه إدارة الهلال بكل رقي وحضارية..! المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.!
** فجأة أصبح نادي الاتحاد سابع أقوى ناد في العالم في الاستقطابات هذا الصيف وهو الذي سبق أن سددت الدولة ديونه مرتين بعد أن تجاوزت في كل مرة (400) مليون ريال خلال المواسم الأربعة الماضية!