د. مسعد بن عيد العطوي
مبادئ الأديان للحروب تسهدف حماية الإنسانية جمعاء، فتتفاوت ضرورتها ولا يحجبها عداوة ولا تباعد بالنسب ولا مذهبية دينية ولا عنصرية قبلية ولا أقطار إقليمية إنها الإنسان الماثل أمامك بمأساته وأحواله التي تستدعي المساعدة (ولا تعارض: أن يكون لدى المسلم انتماء أكبر وأساس إلى دينه وأمته، وأن يكون له - مع ذلك- (انتماءات وولاءات صغرى وفرعية، تلي الانتماء الإسلامي، ولا تتعارض معه.. والفطرة الإنسانية تشهد على أن للإنسان ولاء وانتماء إلى (الأهل) بمعنى الأسرة والعشيرة، وإلى (الشعب) في الوطن والإقليم الذي تربى فيه، وإلى (الأمة) / وكلها يجب أن لا تتجاوز حدودها إلى هدم الإنسانية وتجاوز حدودها، فالأديان السماوية وضحت التشريع لها فكل الجماعة التي يتكلم بلسانها، ويشترك معها في الاعتقاد الديني، تنتمي إلى الإنسانية، التي خلقها الله من نفس واحدة). بتصرّف [د. محمد عمارة]. يقول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا} [سورة الحجرات: 13]، بل هذه مدعاة للإنسانية ففيها تآزر وتآلف وتعاون مادياً وعقلياً وتربوياً.
وتجلت الإنسانية بوضع الشرائع ومن ذلك الطرائق الفقهية الكثيفة واطلعت على التشريع الإسلامي في الثوابت القرآنية وفي الغزوات النبوية ومجمل الأمر أن أمر الحرب معقود بالسلطان لتقديره مقدرات الحرب وأضرارها وما غايتها وأثمانها وهل فيها هدف سلمي لشعب العدو؛ فللحاكم دخول الحرب إذا غلبت التقديرات أنه يحقق النصر ولا يدفع بشعبه للموت مقابل الظن ولا المكاسب ولا يدمر شعبه ولا شعب عدوه أو يخلف ضرراً في العقيدة والمقدسات والأرض وتكون الحروب بشدة الحذر، فعلى الحاكم أن يدرك مخاطر ومخارج الهزيمة حتى ولو كان الصلح على دفع الأموال حتى لا يكون هلاك مدمر للطرفين وهذه تكون بالهدنة، فهدف الحروب الإيمانية ذات المصداقية نقل الشعوب من الكفر إلى التوحيد ومن الفرقة إلى الاتحاد ومن الحروب إلى السلم ومن الجهل إلى العلم.
إن الحروب الإنسانية في الأديان قبل أطماع الإنسان هي إنسانية وأشملها الإسلام لأنه خاتمة الأديان فحروبه لم تكن تدميرية، ولا فتاكة فلا تدمير في الحروب الإسلامية للمدينة ولا للقرية فإذا احتلوا مدينة فأهلها يعاملون معاملة إنسانية ثم لم يكن ثأراً ولا دماراً فسرعان ما يتآلفون ويكون الاندماج والامتزاج.
والقارئ لنظام الدفاع والحرب عند السعودية يجد المظاهر الإنسانية؛ فمثلاً رعت السعودية الإنسانية، فأخذت راية الهجرة الإنسانية من جميع الدول وعاملتهم معاملة إنسانية تعليماً واستقراراً وتأميناً وسخرت كل المتطلبات يتبين ذلك من الإحصائية التالية (إمام وخطيب مسجد التقوى بعمان الأردن يعلق قائلاً:
عجزت دول أوربا مجتمعة عن استقبال 100 ألف سوري، واكتفت ب 25 ألف مع شروط تعجيزية..
ويتفاخرون بهذا، (بينما استقبلت السعودية 2.5 مليون شقيق سوري، واستقبلت السعودية 2 مليونين من اللاجئين البورميين المسلمين، ولديها 450 ألفاً من الأشقاء الفلسطينيين، واستقبلت مليوناً من اللاجئين الصوماليين، واستقبلت أشقاءها اليمنيين الذين يبلغ عددهم 3 ملايين عامل تقريباً، و لديها 3 ملايين من أشقائهم المصريين يعملون بطلب الرزق، ولديها 4 ملايين عامل من باقي الدول العربية يطلبون الرزق الكريم، وتدعم اللاجئين بالأردن وتركيا وغزة ولبنان، وتدعم مليون مركز دعوي حول العالم، وتحت إشرافها 1500 مسجد في أوروبا وحدها، وتدير وتدعم أكثر من 10 آلاف مسجد بالدول العربية والإسلامية، وتستقبل سنوياً 30 مليون معتمر وحاج، وتدعم الشرعية في اليمن بالسلاح والمال والرجال، وتدعم اقتصاد دول شقيقة مثل مصر والمغرب والأردن والسودان ولبنان واليمن، وبعد هذا كله.. يأتي الحاقدون والجهلة يقولون: السعودية لم تخدم الإسلام.. ولم تعمل شيئاً يُذكر! ووالله لا نملك إلا أن نقول:
اللَّهم اجعله في ميزان حسنات قيادة المملكة الحكيمة، وأسرة آل سعود والشعب السعودي، لأننا لا نملك أن نجازيهم إلا بالدعاء والدفاع عنهم حتى الموت، حماية لهذا الكيان الإسلامي الشامخ، فلله در هذه الدولة العملاقة، دمت يا بلاد التوحيد فخراً لكل مسلم.
من حق الوطن علينا أن ننشر هذه الرسالة التي توضح الحقيقة التي ينكرها أعداء الوطن.
دام عزك يا وطن.
** **
- عضو مجلس الشورى الأسبق.