راشد الزهراني
ما إن تمر من شارع في بعض الأحياء السكنية إلا ويلفت نظرك حفرة مكشوفة دون غطاء تخص الخدمات العامة، كحفر شبكات الكهرباء أو شبكات الهواتف أو المياه وغيرها، وقد تشكل خطورة فادحة وخطيرة - لا سمح الله -، وهناك من يقف خلف هذا العبث من لصوص الشوارع وهم كثر، وقد تمادوا لدرجة أصبحت ظاهرة.
هؤلاء اللصوص الذين يتطاولون على منشآت الدولة وسلب أغطية الحفر الخدمية، وكذلك التعدي على ممتلكات المواطنين بسرقة سيارتهم أو السطو على عمائرهم وسرقة الكيابل الكهربائية.
حكايات هؤلاء اللصوص منها ما تشيب له الرؤوس وبأساليب محنكة لا يبالون بالعقوبة بل همهم الكسب بأي صورة كانت، رغم ما نسمعه من إشعارات الأمن (تم القبض) ومع ذلك لم يرتدعوا.
هناك محفزون ومختبئون خلف الكواليس يعملون في الخفاء بحنكة وفن، وهم الذين يشترون منهم مسروقاتهم ولولا وجود هؤلاء لما كان هؤلاء اللصوص.. فكم نسمع من سرقات السيارات وكذلك سرقات الكيابل الكهربائية واغطية الحفريات الخدمية بأنواعها وأشكالها... وكل هذه الاحداثيات والمعطيات تشير الى وجود أجندة تعمل من خلف الكواليس وهؤلاء هم شرارة هذه الأحداث، ألا وهم تجار الخردوات والسكراب وتشاليح السيارات، وكل من يشتري منهم فهو شريك معهم، فتجار الخردة يشترون منهم اغطية الحفر النحاسية وكذلك الكيابل المسروقة من العمائر التي تحت الانشاء.
فلماذا.. ثم لماذا ولماذا لا تلزم وزارة التجارة أو الجهات المختصة (تجار هذه السلع) بتخصيص قسم خاص لشراء ما يسمى (الرجيع) أو الزيادة من هذه الكيابل، أو شراء اغطية الحفريات المتهالكة، ويكون التاجر هو المفوض بالشراء فهو على علم بهذه البضاعة، بمعنى أن من يلجأ إلى بيع هذه الخردة سواء أغطية أو كيابل معروف لماذا اشتراها ولماذا يريد بيعها، أو ذلك الذي يريد بيع قطع من الكيابل قد تكون زائدة عنده بعد انتهاء مشروعة، فعليه أن يبيعها لجهة رسمية لا لأي شخص. وهنا يكمن التعاون بين المواطن ورجال الامن والمؤسسات الحكومية والأهلية، ويكون هناك إجراءات واضحة في بيع مثل هذه الخردوات.. وكذلك السيارات فأغلب السيارات المسروقة إما تستخدم لجريمة أو تهريب مخدرات أو طائش لا مبالٍ أو يريد بيعها للتشليح ممن يتعاطفون معه من المختبئين داخل أحواش التشاليح. لماذا هذه التشاليح بهذه العشوائيات رغم ما يعانيه تجار التشاليح من مضايقات هائلة بسبب زيادة نسبة الوافدين، وكثيرا منهم غير نظاميين فهم يطالبون بالتنظيم الذي يساعد على تحقيق الوضع الأمني اكثر مما هو عليه الآن... وأخيراً هل ادركتم معي منهم لصوص الشوارع؟.. نعم من يشتري منهم هذه المسروقات من تجار الخردوات والتشاليح.