كان صادماً للجميع نبأ استقالة رئيس نادي النصر الأستاذ إبراهيم المهيدب على الرغم من الأخبار التي تواترت قبلها بمطالبته مزيداً من الصلاحيات ليمارس دوره رئيساً للنادي، ولكن مجملاً مثل هذه الأخبار ليست غريبة بالنسبة للشارع الرياضي، فالكرة السعودية حتى الآن لم تستوعب بعد كل هذا التحول إضافةً إلى أمور عدة تجعل من هذه الإستقالة وقبلها في الاتحاد من رئيسه السابق المهندس لؤي ناظر كلها منطقية، لا أريد أن أدخل في صلب التنظيمات الجديدة لأندية الصندوق لكوني لست ملماً بتفاصيل الأدوار والمسؤوليات والصلاحيات التي لدى المؤسسة الربحية وغير الربحية وصلاحيات رئيس النادي والرئيس التنفيذي، ولكن ما أعلمه والكل يعلمه أن القيادة إن ولّيت على أكثر من شخص فإن المنظومة ستسقط، وأن المسؤول أو القائد إن تولّى القيادة دون صلاحيات فليس لقيادته أي قيمة، فما بالكم وأن القائد هو رئيس نادي جماهيري كبير وهو من في وجه المدفع ومجرّد من أغلب الصلاحيات فماذا ننتظر منه؟.
ما زلنا نتذكر في القريب الماضي الأنباء التي خرجت من مصادر هلالية ذات ثقة أن رئيس الهلال الأستاذ فهد بن نافل اشترط لتجديد رئاسته منحه مزيداً من الصلاحيات وهو ما تم من قبل إدارة المؤسسة الربحية، وهنا فرصة بأن أشير إلى أن الصلاحيات تُعطى وتُمنع من قبل المؤسسة الربحية وليس لوزارة الرياضة أي علاقة بها، ولكن ما دوري إن كنت رئيساً للمؤسسة غير الربحية وليس لي من هذا المنصب شيء سوى أن أكون في مواجهة دائمة مع الجمهور، ومن يقرر مستقبل الفريق وما يحتاجه هل المؤسسة الربحية أم غير الربحية ممثلةً برئيس النادي أم الرئيس التنفيذي أم المدير الرياضي أم بنزيما أم رونالدو أم من؟!.
اكتساح الأجانب وتقليل صلاحيات رئيس النادي والمؤسسة غير الربحية وتقويضها إنما يجعلنا نعتقد أن هذا المنصب الهدف منه سعودة القطاع وإلا فجميع مفاصل القرارات في الأندية تصدر من أشخاص ليس من بينهم رئيس النادي، بل أن رئيس النادي هو من يستجدي موافقتهم والتطبيل لهم في وسائل الإعلام طمعاً في كسبهم بخلاف تعدد المناصب والصلاحيات لهذه المناصب، والتي جعلت القرارات تمر في مرحلة مخاض قبل صدورها، الأجانب ذوو الخبرة بالتأكيد مكسب لأنديتنا ونحن بحاجة للاستفادة من خبراتهم في ظل قلة الكوادر الإدارية والفنية المحلية ولكن من غير المقبول أن يتم تسليمهم النادي بالكامل، خصوصاً وأنهم أتوا بدون أي معرفة سابقة بطبيعة منافساتنا وفكر الشارع الرياضي لدينا، وكيفية التعامل مع اللاعب المحلي ليتم بعد معرفة ذلك العمل على التطوير والتصحيح، مازلت أرى بأننا مقبلون على موسم كارثي من كل النواحي، وسيكثر فيه الانتقاد من الجميع، ومازلت أرى أيضاً بأن كل ما حدث هذا الصيف هو خطوات للخلف في مشروعنا الرياضي الكبير.
رسالتي
يطالبون بوقف الدعم عن الهلال أو تجريده من قوته لكي تتنافس الأندية فيما بينهم وأن لاتكون البطولات حكراً لنادٍ واحد، لذا رسالتي لصاحب هذا الرأي إن كان يقبل أن يجرّد من صلاحياته في مجال عمله ومحاولة تثبيط عزمه ومحاربته لأن زملاءه غير منتجين وليسوا ناجحين وعليه أي يبقى مثلهم بدلاً من أن يكافؤوه ويشيدوا بعمله ويحثوا زملاءه على الاقتداء به، فهل يقبل بذلك ؟! لا أعتقد أنه يملك الإجابة، فمن يطلق هذا الرأي لايمكن أن يكون مميزاً في أيٍ من مجالات الحياة.
** **
- محمد العويفير
X: owiffeer