سارا القرني
في عام 2016م قالت الاستخبارات الأمريكية إنّ روسيا تدخلت للتأثير في الانتخابات الأمريكية، ومضت في مزاعمها أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أمر بشكل مباشر بحملة لإلحاق الضرر بالمرشحة آنذاك «هيلاري كلينتون»، لأنّ القيادة الروسية كانت تفضّل المرشح الحالي لانتخابات 2024 «دونالد ترامب» على نظيرته في ذلك الوقت.
وأدارت روسيا حسب المزاعم عمليات قرصنة للرسائل الإلكترونية تهدف إلى التدخل في سير الانتخابات الأمريكية، وهذا حسب إفادة وزارة الدفاع الوطني ووزارة الأمن الداخلي من أنّ وكالة مجتمع الاستخبارات الأمريكية كانت متأكدة تماماً من هذا الأمر، وقد نشر موقع ويكيليكس محتويات حساب مدير حملة هيلاري آنذاك «جون بودستا».
وبعد أن قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية بحملة تحقيق كبيرة.. أسفرت عن توجيه الاتهامات إلى 26 شخصاً، كما اتهموا آخرين بالتآمر بين روسيا وشركاء ترامب، الذي وصف بدوره كلّ هذه التحقيقات «بالهراء»، مشيراً إلى أنها مجرد خدعة لتبرير فشل الديموقراطيين في الانتخابات، وعلى إثر ذلك أقال ترامب مدير الاستخبارات وعيّن بديلاً له، ثم بعد فترة من التحقيقات خرج تقرير ينفي كلّ هذه المزاعم، وتم نشر التقرير للعامة.
لماذا نعيد سيناريو 2016م؟ منذ أيام وخلال مقابلة مع بوتين في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك.. قال بوتين «المفضل لدينا، إذا كنت تستطيع أن تسميه كذلك، كان الرئيس الحالي، السيد بايدن، لكنه أُخرج من السباق وأوصى جميع أنصاره بدعم السيدة هاريس، حسنًا، سنفعل ذلك - سندعمها»، وأضاف «لديها ضحكة معبّرة ومعدية تُظهر أنّها في وضع جيد»، لكن بوتين في الوقت نفسه أيضاً انتقد المرشح المنافس -ترامب- وذلك «لأنه وضع الكثير من القيود والعقوبات ضد روسيا بشكل لم يسبقه أي رئيس آخر من قبله» على حدّ قوله.
تصريحات بوتين استُهجِنَت من الجانب الأمريكي، ولم تلقَ القبول، ولذلك خرج المتحدث باسم مجلس الأمن القومي «جون كيربي» للردّ على تصريحات بوتين إذ قال «الأشخاص الوحيدون الذين يحددون هوية الرئيس المقبل للولايات المتحدة هم الشعب الأميركي، ونحن سنكون ممتنين جدا لو توقف السيد بوتين عن التحدث عن انتخاباتنا والتدخل فيها».
تصريحات بوتين الأخيرة جاءت رداً على زيارة بايدن لموسكو في 2011م حينما حاول ثني بوتين عن الترشح بالرئاسة، حسب ما ذكره مُحاوِر بوتين في المنتدى.. ليعلّق بوتين على القصة بقوله «طبعا، هذه هي علامة من علامات التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد»، فالرفض الأمريكي الواضح لهذه التصريحات هو مطابق تماماً للرفض الروسي بأن تتدخل أمريكا في الشؤون الداخلية والانتخابات في روسيا، وربما جاءت تصريحاته محاولة للسخرية من التقارير التي ربطت بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترامب في 2016م.
هل يفضّل بوتين كاميلا أم دونالد ترامب؟ هذا السؤال طُرح على المرشح الحالي ترامب.. والذي أجاب بطريقة ذكية تشي بالحيرة، لكنها في الوقت ذاته تُبعد الشبهة عنه حين قال «لا أعرف ما إذا كان قد أهانني أم أنه قدم لي خدمة»!