الجزيرة - عمار العمار:
منتخبنا السعودي حامل لواء دولتنا الغالية المملكة العربية السعودية في المحافل الرياضية، وهو المنتخب الذي يمثل كافة أطياف النسيج الرياضي السعودي وكافة أنديته، ولا يمثل نادياً بعينه، ولا يتحكم فيه إعلام بعينه. بل هو أهم من كل الأندية إذا ما نظرنا بنظرة عقلانية تتحكم فيها الوطنية وتفرضها المواطنة لهذا البلد الغالي.
فوزه يفرحنا وخسارته تؤلمنا، ولكن هناك إعلام موجه أبى إلا أن يكون حاضراً في المشهد بشكل مقزز لينخر في جسد اللحمة الوطنية، ويشق الصف الرياضي الوطني بل وصل بعض منهم إلى إعلان تشجيعه ضد المنتخب جهاراً نهاراً فرحاً بخسارته وحزناً لفوزه.
ـ الأخضر خاض غمار أول مباراتين في التصفيات، وقلوبنا وجوارحنا كانت معه لإيماننا بأنه سفير للوطن وممثل لرياضتنا بعيداً عن ميول الأندية لأن الشعارات تتوحد عندما يلعب الأخضر، فيوم الخميس قبل الماضي ساد الحزن محيا محبي الوطن بعد التعادل الأليم مع منتخب إندونيسيا في افتتاحية مباريات الصقور الخضر في تصفيات كأس العالم 2026، ويوم الثلاثاء الماضي عم الفرح أرجاء الوطن الغالي بفوز الأخضر على الصين خارج الديار استعاد معها أخضرنا هيبته وحصد ثلاث نقاط مهمة جداً في مشواره قبل ملاقاة اليابان في الجولة الثالثة في المواجهة الأهم.
ـ خلال 6 أيام تبدل الحال من حزن إلى فرح لمن كانت قلوبهم على الأخضر ويهمهم أمره، ولكن وسط هذا المشهد وجدنا انفلاتا إعلاميا كبيرا من بعض المتعصبين لأنديتهم، وليس لمنتخب بلادهم ففرحوا بالتعادل مع إندونيسيا للتشفي، وكالوا التهم جزافاً ورموها على أطراف معينة ولاعبين محددين، فكان الانتقاد سبيلا لتحقيق أهداف معينة هدفها شيطنة طرف واحد، وهؤلاء حزنوا للفوز على الصين حتى واصلوا كيل التهم على نفس الطرف الواحد لإثبات أن رأيهم على حق وهو أبعد ما يكون عن الحق، فهذه الآراء لا تعدو كونها تنفيسا عما تضمره صدورهم تجاه منتخب الوطن بسبب كرههم للون معين.
ـ في العرف الصحفي هناك صحافة يطلق عليها صحافة صفراء هدفها إثارة الرأي العام، وتتخذ من غير المهنية شعاراً لها لأنها صحافة تعتمد على الكذب وتزييف الحقائق، هذه الصحافة الصفراء أو الإعلام الأصفر يشن حرباً كبيرة على منتخبنا حتى وصلت لتسميته بمنتخب ناد أو المنتخب الأزرق أو المنتخب الكحلي، وهذا الإعلام يتخذ من صفاره عنواناً لتقييم الأمور، فتم شن هجوم شنيع على لاعبين محددين، لأنه لا يهمهم إلا ناديهم أو أنديتهم أن يكونوا بعيداً عن مشهد الخسارة التي يتحملها الجميع وليس طرفا عن طرف.
ـ بعيداً عن الصحافة الصفراء نجد أن منتخبنا لم يظهر بصورة مقنعة للجميع، ولكنه يستحق الوقوف معه في كل أحواله وتقييم العمل الفني بعيداً عن التشنج والميول، وبنظرة سريعة نجد أن هناك عدة عوامل قادت الأخضر لعدم الإقناع الكامل لعل منها فقدان اللاعب المحلي فرصته الكافية في مشاركة ناديه كلاعب أساسي، ويعود ذلك لعدد المحترفين في كل فريق البالغ 8 محترفين أصبح معه غالبية لاعبي منتخبنا من الصف الاحتياطي بالرغم من أن منتخبنا يمتلك أدوات جيدة لكن لم يتم استثمارها بشكل جيد من قبل المدرب الإيطالي مانشيني الذي لازال مصراً على تطبيق طريقته الفنية التي أفقدت أخضرنا بريقه وبهذا أصبح مانشيني حجر عثرة أمام تقدم منتخبنا الفني جعلت الوسط الرياضي يطالب بإقالته قبل وقوع الفأس في الرأس، ونخسر معها فرصة التأهل السابع.
ختاماً فرحتنا بفوز الأخضر لن تنسينا الأخطاء التي ارتكبها مانشيني الذي يجب أن يتنازل عن قناعاته الفنية، ولن تنسينا سقطات الإعلام المنفلت الذي لا بد أن يجد عقوبات رادعة وصارمة توقفه عند حده لكيلا يتطور الأمر إلى ما هو أشنع منه.