ناصر زيدان التميمي
يعتبر دور وسائل التواصل الاجتماعي في تربية الأبناء موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يتراوح هذا الدور بين الفوائد الكبيرة والمخاطر المحتملة. وسائل التواصل الاجتماعي توفر لفلذات أكبادنا فرصًا كبيرة للتعلم والتواصل مع العالم. من خلال هذه المنصات، يمكنهم الوصول إلى محتوى تعليمي غني مثل الفيديوهات التعليمية، والبرامج التفاعلية، والمقالات العلمية التي تسهم في تعزيز معرفتهم وتحفيز فضولهم. كما يمكن أن تكون هذه المنصات أيضًا وسيلة لتعزيز المهارات اللغوية والكتابية لديهم من خلال التفاعل مع الأصدقاء والمعلمين عبر الإنترنت.
من خلال هذه المنصات، يمكنهم بناء علاقات اجتماعية، والتعرف على أصدقاء جدد من خلفيات وثقافات مختلفة. هذا التفاعل يعزز إدراكهم للعالم من حولهم، ويشجعهم على احترام التنوع الثقافي والاجتماعي.
على الرغم من كل هذه الفوائد، هناك العديد من المخاطر المرتبطة باستخدام الأبناء لوسائل التواصل الاجتماعي. من بين هذه المخاطر التعرض للمحتوى الغير لائق، والتنمر الإلكتروني، والإدمان على استخدام الإنترنت. قد يواجهون مخاطر تتعلق بخصوصيتهم، حيث يمكن أن يتم استغلال معلوماتهم الشخصية من قبل جهات مشبوهة. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تقليل التفاعل الحقيقي بين الأبناء وأسرهم، مما يؤثر على جودة العلاقات الأسرية.
تلعب الأسرة دورًا حاسمًا في توجيه استخدام أبنائها لوسائل التواصل الاجتماعي. لا بد أن تقوم الأسرة بمراقبة الأنشطة التي يقوم بها الأبناء على هذه المنصات، وتوجيههم لاستخدامها بشكل آمن. يجب أيضًا تشجيع الأبناء على التفاعل مع المحتوى التعليمي والإيجابي، وتوعيتهم بمخاطر الاستخدام الغير آمن لهذه الوسائل.
من المهم تشجيع الأبناء على تحقيق توازن بين الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل الاجتماعي والوقت الذي يقضونه في الأنشطة الاجتماعية الحقيقية. ولا بد من أهمية التفاعل الحقيقي مع الأصدقاء والأسرة، والمشاركة في الأنشطة البدنية والذهنية خارج العالم الرقمي.
لذا يجب على المربين الأخذ بالاعتبار أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا متزايدًا في تربية أبنائهم، مع ما تحمله من فوائد ومخاطر.