د.عيد بن حجيج الفايدي
شعار اليوم الوطني لهذا العام #نحلم_ونحقق، نعم نحلم ونحقق بمشيئة الله وقدرته، نحلم ونحقق بالعمل والتوكل على الله، نعم أي مشروع مهما كان حجمه كان حلما، والملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه دولة قام بتوحيد دولة مترامية الأطراف تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله معتمداً على الله ثم على أبناء هذا الوطن، جامع قلوبهم وقدراتهم وعقولهم لتبدأ قصة تحقيق حلم مجد لوطن ينعم بالأمن والأمان ويتمتع أبناؤه بالخيرات الوفيرة، شهدت المدن والقرى تطوراً على مختلف القطاعات، بالأمس كانت الطائرة حلماً. واليوم هي حقيقة. وكان المطار حلماً، فتحقق أكثر. من ثلاثين مطاراً، لكن الحلم ما زال مستمراً لم يتوقف، لأن هناك رؤية إستراتيجية بعيدة المدى لها أهداف واضحة ومحددة من تلك الأهداف:
تحسين البنية التحتية ومرافق المطارات وزيادة إمكانية الوصول إلى خيارات النقل في المطارات. ورفع الطاقة الاستيعابية للشحن إلى 4.5 ملايين طن من البضائع بحلول عام 2030. وأيضاً من تلك الأهداف أن قطاع الطيران يستهدف نقل 330 مليون راكب بحلول عام 2030. وأيضاً من الأهداف، تعزيز الشراكات بين مشغلي القطاعين العام والخاص داخل القطاع وزيادة عدد الخطوط الدولية التي تستخدم مطارات المملكة. وأيضاً من الأهداف رفع الطاقة الاستيعابية للمطارات تحقيقا لهدف استقبال عدد أكبر من المعتمرين (30 مليون معتمر سنوياً مع فتح قطاع تنافسي لمشغلي الخطوط الجوية، وحتى تصبح هذه الأهداف واقعاً ملموساً هي بحاجة إلى أحلام وتصورات وخطط جديدة لتنفيذ وإنشاء مطارات جديدة مع المحافظة على الموجودة حالياً، والتي بذلت فيها جهود كبيرة لا تخفى على القريب والبعيد، والقارئ الخبير.. عندما ينظر إلى المدن العالمية يجد أن بعض تلك المدن يتجاوز عدد المطارات ثلاث أو أربع، وهذا تأكيد أن تعدد المطارات ليس غريباً، بل مألوف وله مبررات كثيرة لا يتسع المجال لها، ومما يؤكد ذلك وبفضل الله عز وجل وتوفيقه اتسعت المدن أفقياً ووصلت إلى أماكن لم تكن متوقعة وكأن كل مدينة مجموعة من المدن المتجاورة، والعاصمة الرياض المطار القديم أصبح في وسط الرياض فهي بحاجة إلى مطار ثالث بالقرب من المزاحمية.. وأيضاً جدة بحاجة إلى مطار آخر في الجنوب الشرقي يحمل اسم مطار مكة المكرمة وأيضاً مدينة حائل بحاجة إلى مطار ثان في الشمال وتبوك كذلك بحاجة إلى مطار جديد (بالقرب من بئر بن هرماس)، أما المدينة المنورة بحاجة إلى مطار حلم جديد آخر يكون في الجزء الجنوب الشرقي وعلى بعد مائة كيلو لتحقيق الأهداف وحل كثير من المشكلات،
وجيل الشباب قد لا يعرف تجربة المدينة المنورة مع الطائرة فهي أول مدينة في المملكة عرفت الطائرة قبل إنشاء أي مطار، فقد ورد في العدد (580) من جريدة أم القرى عام ( 1936م) - خبر لم يكن متوقعاً - أنه وصلت أول طائرة إلى المدينة المنورة في رحلة خارجية تقل القنصل المصري ومعه وفد مصري وكانت الطائرة قد جاءت إلى المدينة، في الناحية الجنوبية الشرقية وحلقت فوق المدينة من مسافة ليست بالبعيدة ثم قصدت إلى المطار المعد لها في العقيق وكانت هذه الطائرة أول طائرة في التاريخ تصل إلى المدينة المنورة من الديار المصرية، وقد يتبادر إلى الذهن، أين كان هبوط الطائرة، المكان هو المقر الحالي لشرطة الفيصلية المجاور للسور الجنوبي للجامعة الإسلامية،- وحتى تتضح الصورة أكثر لاحظ الفارق الزمني بين وصول تلك الطائرة في أول عام (1936م) وبين تاريخ أول مطار في المملكة كان في عام (1945م)، ووجود أكثر من مطار في المدينة المنورة أو في غيرها من المدن، يحقق الاستراتيجية الوطنية للطيران التي تسعى لتحقيق زيادة في عدد المطارات، وهناك ميزة تنافسية للمملكة في مجال الطيران لا تتوافر عند أي دولة في المنطقة وهو وقوعها بين مياه الخليج العربي شرقاً ومياه البحر الأحمر غرباً مكن من اتساع المجال الجوي بينهما وهذا يساعد في فتح مطارات جديدة، والحد من التحديات التي يعاني منها قطاع الطيران في العالم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتقليل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وهذا يساعد - بعون الله تعالى- في تحقيق حلم مطارات جديدة في أنحاء الوطن الغالي، لعل وعسى..