صبحي شبانة
في التاريخ أيام ناصعة مرصعة بأحرف من نور، هي ليست كباقي الأيام، في تلك الأيام يصنع المجد، وتخلد المواقف، وتدير عجلة التقدم والتطور والتحديث وجهتها حيثما يكون العطاء والكاريزما والمكانة والقدرة على تغيير دفة التاريخ، قلة في زماننا الممتد منذ بدايات القرن الواحد والعشرين جديرون بهذه المكانة يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي صنع المجد، وأعاد صياغة الخريطة الديموغرافية لدوائر الامن القومي العربي، وحمل شعلة النور ليضيء أمام العالم دروب الخير والحداثة والتطور، ويخط لأمته طريقا يضعها في مصاف العالم المتقدم، هو رجل استثنائي، متفرد.
عقد كامل من الزمان مر على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتولي مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، عشر سنوات لا تمثل اكثر من ومضة خاطفة في عمر الزمن، لكنها حملت الكثير للمملكة، فعجلة التطور جابت المملكة طولا وعرضا، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، شواهدها ماثلة في كل مكان، طبعت ملامحها على الانسان والمكان، أفكار خلاقة، ومشروعات عملاقة، ومبادرات ملهمة، وخطط تطويرية متكاملة، تضمنتها رؤية المملكة 2030، التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان والتي حملت الخير للجميع، ومثلت أنموذجا ملهما لدول العالم القاصي منها والداني التي تنشد التطور والحداثة، وإعادة هيكلة شعبها اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وتنمويا وحضاريا، صناعة التاريخ تحتاج الى رجال عظماء قادرون على حفز همم شعوبهم، واستنهاض عزائم مواطنيهم، ودمجهم في خطط تطويرية جادة وحقيقية وعادلة ومنصفة،، التاريخ يصنع من جديد في بلاد الحرمين، ورغم ان المملكة تعيش أزهى عصورها، الا إن القادم أفضل.
إننا نعيش العصر السعودي بامتياز، يخطئ من يقول بغير ذلك، ان فجرا جديدا بزغ في المملكة، جاحد من يدعى بغير ذلك، إن العصر السعودي الحالي في ظل عهد الملك سلمان وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان يتسم بالقوة والمناعة والصرامة ووضوح الرؤى والأهداف التي رسمتها رؤية المملكة 2030، التي أنتجت صورة مغايرة للمملكة التي لم تشهد حادثا ارهابيا واحدا منذ تولى الملك سلمان بن عبد العزيز زمام الامور في المملكة التي اضحت أكثر دول العالم أمنا وأمانا، وهو ما يشير بكل وضوح الى ان عهد الملك سلمان الذي انفتخت فيه المملكة على العالم كل العالم بتفعيل الطاقات الكامنة لدى الشباب السعودي التي استثمرت فيهم الرياض مئات المليارات، وابتعثت منهم مئات الألوف الى جامعات العالم المتقدم ليعودوا بعد ذلك إلى وطنهم ليساهموا في عصر النهضة الذي تعيشه المملكة منذ بدايات عام 2015.
أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان أن هذا الجيل من الشباب الذين تعلموا ودرسوا في الغرب وتعاطوا مع قيمه وحضاراته يحتاجون إلى مناخات جديدة تستنهض طاقاتهم وتوظفها في بناء الدولة الحديثة التي تجدد شبابها من دواخلها، و التي رسم ملامحها ولي العهد في مخيلته منذ صباه وتمناها لأبناء جيله ووطنه، ففي ظل كل المعطيات التي تعيشها المملكة وهي كثيرة لا تحصى جاء الفن بمفهومه الواسع والراقي في مقدمة الوسائل والادوات التي تعكس الصورة الحضارية للشعب السعودي الذي ظل لسنوات يعلي ويعلن تبرؤه من الاتهامات والتشوهات التي كان يصر بعض الغرب على إلصاقها به لكن دون جدوى، نجح الفن بالفعل في عكس أنماط حياة المجتمع وحضارته، أسهمت قوافل الفرق الفنية، والرياضية في رسم الصورة الحقيقية لما يجري على أرض المملكة من تطور هائل في المجتمع السعودي عبر أسلمة وأنسنة الفن بعد أن تحولت مدن المملكة إلى أكبر مسرح عالمي في التاريخ يقدم كل الفنون الراقية دون مخالفات شرعية تتصادم مع قيم المجتمع وهويته الاسلامية.
الحقيقة المجردة أن كل من يعيش على أرض المملكة أو يزورها يلمس تطورا ملحوظا فارقا في مختلف المجالات بدءا من البنى التحتية الصلبة والذكية إلى القوانين والأنظمة التي ضبطت حياة الناس والمجتمع بمواطنيه ومقيميه لا فرق.