معيض العتيبي
مع التطور التكنولوجي المتسارع أصبح الذكاء الاصطناعي أساسيا في حياتنا وخاصة في مجال التعليم.
* يتساءل البعض هل الموهبة البشرية انتهت مع ظهور الذكاء الاصطناعي؟
* هل الذكاء الاصطناعي إعلان نهاية وجود المعلم البشري والمهن البشرية الأخرى؟
* ما مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على المهارات لدى الطلاب والمعلمين؟
في طبيعة الأمر بعض العلماء يزعمون أن الذكاء الاصطناعي قادر على توليد حداثة حقيقية ومعرفة جديدة، تؤدي إلى تطوير النماذج الحاسوبية للإدراك الذي سوف يحل محل عملية اتخاذ القرار البشري في ظل حالة عدم اليقين. لكن في واقع الأمر أنا لا اتفق مع هذا الرأي، فالتنبؤ القائم على البيانات لدى الذكاء الاصطناعي يختلف عن المنطق السببي والاستدلال القائم على النظرية البشرية. أي أن الذكاء الاصطناعي يستخدم نهجًا قائمًا على الاحتمالات للمعرفة وهو إلى حد كبير ينظر إلى الخلف ويميل إلى التقليد. في حين أن الإدراك البشري ينظر إلى المستقبل وقادر على توليد أفكار أصيلة جديدة. إذن الذكاء الاصطناعي يقوم على معالجة المعلومات والتنبؤ القائم على البيانات والذكاء البشري قائم على الابداع والأصالة.
عرفنا الفرق الآن لكن الأهم هو استخدام هذه الثورة في مجال الذكاء الاصطناعي لتطوير سياستنا التعليمية ومناهجنا واستراتيجياتنا؛ لمواكبة معطيات الثورة الاصطناعية الحديثة لفتح مساحات مضيئة أمام التربويين وتضمين الذكاء الاصطناعي في مراحل التعليم المختلفة، وهذا ما يتفق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
الذكاء الاصطناعي سوف يصنع ثورة في التعليم بسبب كثرة فوائده وقدرته على زيادة كفاءة وفاعلية المعلمين إذا تم استخدامه بطريقة سليمة، لأن لديه القدرة على فهم المعلومات بشكل أفضل وزيادة وعيهم وثقافتهم.
والذكاء الاصطناعي لديه القدرة على توفير مجموعة واسعة من الفوائد للتعليم منها:
القدرة على تخصيص تجربة تعلم لكل طالب نقلة في التعليم الفردي وتحليل بيانات أداء الطلاب وتفضيلاتهم لإنشاء خطط دروس وتقييمات مخصصة تتوافق مع نقاط القوة والضعف لكل طالب. ويعمل الذكاء الاصطناعي على التشغيل الآلي للمهام الإدارية مثل الدرجات والأسماء مما يوفر الوقت للمعلمين للتركيز على الجوانب المهمة الأخرى للتدريس. ويمكن للأدوات والتقنيات التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي.
أيضا تعزيز تجربة التعلم للطلاب بعدة طرق، سواء الواقع الافتراضي والمعزز الذي يجعل التعلم أكثر تفاعلية، بينما يمكن أن توفير روبوتات الدردشة وغيرها من الأدوات التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي لدعم الطلاب.
وفي نهاية هذا الحديث أنبه إلى الاسراع لدعم التوجه لتطوير برامج الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لأن التأخر في ذلك سيؤدي لاتساع الفجوة بين الدول والأفراد.