محمد بن عبدالعزيز الفيصل
كان من اهتمامي البحث عن الكتب التي تتحدث عن المواضع والبلدان خاصة فيما يتعلق بالمواضع في إقليم نجد، فمنها ما يكون مطبوعا أو مخطوطا؛ فالمطبوع أمره هين أما المخطوط فإما أن يكون مفقودا أو محفوظا لدى مكتبة عتيقة يصعب الوصول اليها، أو لدى شخص يعدها سرا من أسراره فلا يطلعها على أحد ثم ما يلبث أن يموت فتخرج بعد موته في حراج الكتب والمخطوطات.
وفي بحثي في خزانة التراث قسم فهرس المخطوطات والذي قام بإصداره مركز الملك فيصل والذي يعد من المراكز العلمية التي تجلب المخطوطات أو صورها وتفهرسها أو تنقل فهرستها من المكتبات المتواجدة في أنحاء العالم وتوفرها للباحثين ومنها فهرسة مكتبة الآصفية في مدينة حيدر آباد في الهند، حيث ورد في هذا القسم كتاب معجم البلدان برقم تسلسلي 65259 ورقم الحفظ 1-590 رقم 1 لأبي بكر أحمد بن موسى بن مَرْدُوَيْه الأصبهاني المحدث المتوفى عام 410هـ والذي له العديد من المؤلفات ذكر له الزركلي منها كتاب (التاريخ) وكتاب في (تفسير القرآن) و(مسند) و(مستخرج) في الحديث، وله (أمال - خ) أوراق منه في الظاهرية.
وعند الرجوع إلى فهرس المكتبة الآصفية المجلد الثاني ص 139 وجدت الكتاب منسوبا لابن مردويه مرتين فكان ولابد من الرجوع إلى المكتبة للاطلاع على النسخة مما يلزم السفر إلى الهند أو مراسلة المكتبة ثم بدأ لي الاتصال بالأستاذ الفاضل إبراهيم بن عبدالعزيز اليحيى المفهرس والمحقق للمخطوطات والذي لا يبخل في الإفادة عن أي استفسار يعلم عنه شيئا فأحالني إلى الباحث الهندي عبدالصمد النذير خبير المخطوطات والذي بدوره تجاوب معي وراسل المكتبة حيث ارسل إليَّ صورة الصفحة الأولى من المخطوط وكذا الصفحة الأخيرة، ولاشك أن العثور على المخطوط يعد أمرا مهما للتعرف على المخطوط ومعاينته وعندما قرأت أول المخطوط والذي كان خطه واضحا وجميلا ومقروءا حيث بدأ بعد البسملة ببلد (أبه) بالباء الموحدة قال أبو سعد قال الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ابه من قرى اصبهان .. الخ
وفي الصفحة الأخيرة ورد في آخرها وفتح العلاء السابور ودارين في خلافة عمر عنوة والله أعلم بالصواب تم الكتاب.. والحمد لله.
وبمراجعة النصوص الواردة في المخطوط وجدتها مطابقة تماما لما ورد في كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي وأن نسبتها لابن مردويه كان الخطأ فيه من المفهرس والذي أشكل عليه في أول المخطوط الرواية التي فيها: قال أبو سعد قال الحافظ أبو بكر احمد بن موسى بن مردويه أبه من قرى اصبهان.
فظن أن الكلام كله لابن مردويه وما علم أنه قطعة من كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي وبذلك زال عندي الاشكال والشك في نسبته لابن مردويه. وبعد هذا ما أردت توضيحه حول نسبة الكتاب لابن مردويه والتي آمل أن تعدل في فهارس المكتبات التي نسبت الكتاب اليه وتنسب إلى مؤلفها الحقيقي ياقوت الحموي.. والله أعلم
** **
- مدينة تمير