مبارك بن سعد آل هلال
جامعاتنا هي منارات علمية، ومنصات معرفية متقدمة، تسهم في بناء الأجيال ومستقبل الوطن، تقوم بتدريبهم وتأهيلهم وتثير فيهم الهمة والطموح وتبعث لديهم روح الإبداع والابتكار، حتى يكونوا أكثر قدرة على مسايرة احتياجات العصر وما يزخر من تغيرات نوعية وقفزات كبيرة في ظل ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي على تنوع استخداماتها، واتساع حجم التوقعات حول نطاق التغيير الذي سيكون في غضون الأعوام القادمة.
جامعاتنا بدأت بإعداد نفسها منذ إقرار الرؤية السعودية 2030، عبر تصميم تخصصات وبرامج نوعية وجديدة بالكامل تساير المستقبل، ومواءمة كل السياسات والبرامج والمبادرات للرؤية المنشودة، وهو ما يبرز في اهتمام القيادة الرشيدة ـ أعزها الله ـ بالتعليم الجامعي، وحرصها على تحقيق نقلة نوعية في مسيرة الجامعات على أساس من التمكين والتميّز والجودة، وتطوير العملية التعليمية والبحثية، وإدراكها التام بضرورة الاستثمار في الإنسان، وإيمانها الشديد بقيمة العلم وأهمية استمراره بوصفه ضمانا لديمومة التنمية في الأوطان.
جامعاتنا السعودية لا ترضى أن تبقى على الهامش، وإنما أكّدت منزلتها ومواصلة تطورها على المستوى العالمي، عبر المحافظة على تواجدها في مؤشرات التصنيف العالمية للجامعات وتحسين مراكزها في الترتيب العالمي، فقد حلت 9 جامعات سعودية ضمن أفضل 400 جامعة على مستوى العالم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2025م، من أصل 2092 جامعة عالمية، وفقاً لتصنيفات «التايمز للتعليم العالي».
هذه المنجزات تبرهن مدى التزام جامعاتنا واهتمامها الشديد بإحراز التميز والتفوق في برامجها وخططها التي تساير أحدث المعايير والتوجهات العالمية، وما تحققه مؤسسات التعليم العالي من تطور نوعي يترجم طموحات وطننا في تطوير الجامعات الوطنية لتضاهي أرقى الجامعات العالمية، من خلال أساليب تعليمية مُبتكرة، وذات صفات إبداعية، تعزز مهارات الطلاب والطالبات، ضمن برامج أكاديمية ذات ريادة تنافسية معتمدة تتلاءم مع أولويات قيادتنا الرشيدة، ونقل للمعرفة والمهارات والخبرات والتجارب من جميع دول العالم.
وبهذه المناسبة يسرني أن أرفع التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله -، مثمناً في الوقت نفسه الدعم غير المحدود، الذي يمنحانه لمنظومة التعليم بصفة عامة، ومنظومة التعليم الجامعي بصفة خاصة.