علي حسن حسون
مع اقتراب ليالي الشتاء الرائعة، حيث يكثر فيها الطلب على المشروبات الساخنة، وهنا تبرز ظاهرة بسطات الشاي والقهوة على جنبات الطرق وداخل الأحياء وخارجها، تدير هذه البسطات بعض الفتيات وكبيرات السن بحثًا عن لقمة العيش، مما يجعلهن يبقين حتى الساعات المتأخرة من الليل.
هذه الظاهرة تحمل في طياتها مخاطر جسيمة، إذ يتعرضن لخطر حقيقي من سائقي المركبات المتهورين الذين لا يهتمون بسلامة الآخرين.
إنني لا أعارض جهود أي شخص يسعى لكسب رزقه، بل أشجع بقوة الفتيات اللواتي يخرجن من منازلهن بحثًا عن قوت يومهن. فالعمل حق مشروع ومتاح للجميع. ومع ذلك، من المهم أن تختار هؤلاء النساء أعمالاً تضمن سلامتهن وتجنبهن المخاطر التي قد يتعرضن لها أثناء عملهن.
في إحدى الليالي، كنت برفقة عائلتي في طريق عودتنا إلى المنزل، ومررنا بعدد من بسطات الشاي التي كانت تملأ جوانب الطريق. ما أثار غضبي بشكل خاص هو الزحام الشديد الذي نتج عن تلك البسطات، مما أدى إلى عرقلة حركة السير. وفي لحظة من اللحظات، وقع حادث اصطدام بين مركبتين كاد أن يؤدي إلى كارثة حقيقية لإحدى بائعات الشاي، مما جعلني أستشعر حجم الخطر الذي يواجه هؤلاء البائعات يوميًا.
أود أن ألفت انتباه المسؤولين في وزارة التجارة إلى أن هذه البسطات تفتقر إلى الكثير من أدوات الأمن والسلامة، ومن المؤكد أن الحل لا يكمن في المنع فقط، بل ينبغي أن تتبنى الجهات المعنية سياسات واضحة لدعم هؤلاء البائعات ويمكن أن يتم ذلك من خلال إنشاء محلات (كوكشات) واستخراج سجلات تجارية، مما يتيح لهن العمل بشكل نظامي وآمن، بدلاً من العشوائية التي تسود الوضع الحالي.
إن المنظر الذي نراه اليوم يحتاج هذا الوضع إلى عناية أكبر من الجهات المعنية، كي يتم تحسينه وإظهاره بشكل أفضل، إن تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات هؤلاء النسوة وضمان سلامتهن هو الأمر الذي ينبغي أن يشغل تفكيرنا جميعًا كما يجب أن نتبنى مبادرات تساهم في تحسين ظروف العمل لهن وتضمن لهن بيئة آمنة، بما يعكس صورة إيجابية لمجتمعنا ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة.