طلال حسين قستي
منذ أيام أعلنت الهيئة العامة للطرق عن موعد تنظيمها «لمؤتمر ومعرض سلامة واستدامة الطرق» في الثالث والرابع من شهر نوفمبر الجاري بمدينة الرياض، تحت شعار «نبتكر للغد»، وأشارت الهيئة إلى أن المؤتمر والمعرض هو الأول من نوعه الذي تنظمه الهيئة تحت رعاية معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية، حيث يشارك عدد من الخبراء والمختصين في سلسلة جلسات المؤتمر وورش أعماله التفاعلية.
وقد شد انتباهي الإعلان عن هذا المؤتمر، الذي لا شك أن المسؤولين في وزارة النقل والهيئة العامة للطرق يتوقعون أفكاراً تقدم رؤى جديدة تخدم أهداف الوزارة عبر خدماتها الاستراتيجية التي تستلهم رؤية المملكة 2030، ومما هو مخطط لهذا المؤتمر والمعرض المصاحب أن تكون رسالته في النهاية هي تأمين سلامة الإنسان الذي يستخدم الطرق، وكافة وسائل النقل في أرجاء المملكة.
هنا وبكل صدق آمل ألا يغيب عن ذهن المسؤولين عن تنظيم المؤتمر، أهمية تخصيص جلسة أو جلستين عن السلامة المرورية، وأهمية رفع مستوى الوعي بطرق تحقيقها، ولا شك أن الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية هي الجهة التي تستطيع العناية بهذا الجانب، سواء في هذا المؤتمر أو أي مناسبات وفعاليات أخرى تتناول السلامة المرورية ومستجدات الأنظمة، وطرق زيادة الوعي المروري، خاصة وقد تضاعفت أعداد السيارات في المملكة في السنوات الأخيرة، وتوقع مضاعفتها بشكل أكبر بحلول عام 2030م.
لقد أكدت إحصائيات الحوادث المرورية في المملكة أن هناك انخفاضا ملحوظاً في الحوادث المرورية عن الأعوام الماضية نتيجة تطبيق الأنظمة المرورية، إلا أن حوادث المرور على الطرق تظل السبب الرئيس لوفيات الشباب للأسف.
ومع أهمية هذا المؤتمر، آمل أن تكون الإدارة العامة للمرور من الجهات المشاركة فيه، خاصة وأن النقل البري هو الوسيلة الرئيسة التي تيسر تدفق شرايين الحياة في كل جوانبها بين المدن وفي داخلها، ومن هنا تأتي أهمية المشاركة الفاعلة للإدارة العامة للمرور في هذا المؤتمر المهم.
«الدليل الإرشادي لأسبوع المرور الخليجي» الذي نشر قبل سنوات، أشار إلى أن الحوادث المرورية تعود للأسباب التالية:
- أخطاء بشرية سببها السائق.
- أخطاء هندسية في الطرق سببها سوء تصميم الطرق.
- أخطاء ميكانيكية سببها السيارة.
ويحضرني هنا ما جاء في كتاب «سائقو عجلات الموت» لروبرت روس ودانيال أنتونويتش ، من أن وضع الطرق السيئ يتسبب في 10 في المائة من الحوادث المرورية، بينما تتسبب تصرفات السائقين في 90 في المائة من حوادث المرور.
وفي بحوث مماثلة أكد وأجمع العديد من الخبراء في هذا المجال حول العالم، على فداحة أخطاء البشر، وأن تصرفاتهم أثناء القيادة هي العامل الأهم أو المساعد في وقوع 95 في المائة من حوادث الطرق، لأن الكثير منهم لا يكترثون بالنظام واتباع أنظمة السلامة المرورية.
إننا لو وضعنا هذه الآراء في الاعتبار، وأن الأخطاء البشرية هي السبب الأول في الحوادث التي تنتهك حق الحياة وسلامة الجسد، فإنني أعتقد أن تنظيم هذا المؤتمر الذي يحمل عنوان سلامة الطرق، هو فرصة طيبة للنظر في المسألة التوعوية والتنموية بشطريها التنظيمي والتفاعلي الأمر الذي يحقق جودة الحياة في مجتمعاتنا المعاصرة.
إن تحسين أحوال الطرق باستخدام لوجستيات واستراتيجيات وتقنية حديثة، والاستعانة بالذكاء الاصطناعي هي وسائل تتفق مع خطط سلامة إنسان هذه البلاد العظيمة من مواطن ومقيم، وتتفق مع رؤية 2030 التي تضع جودة الحياة وسلامة الإنسان في صدر برامجها.
أتمنى لهذا المؤتمر المهم والقائمين عليه كل النجاح والتوفيق، وأن يكون حصاده بإذن الله توصيات وأفكارا ودراسات تدعم وتخدم أهداف وزارة النقل والهيئة العامة للطرق.
** **
- رئيس تحرير مجلة «المبتعث» بأمريكا سابقاً