احمد العلولا
وهكذا انتهت زوبعة ديربيات ثلاثة، ارتفع فيها الصوت عالياً قبل وأثناء وبعد كل موقعة.. في ديربي الساحل الغربي، كانت الكلمة لجمهور العميد الذي سجل في ملعب الجوهرة المشعة حضوراً جماهيرياً كبيراً يعتبر الأول حتى الآن، ونجح الاتحاد بالفوز على الأهلي ليحافظ على لقب الوصيف، في حين تراجع الأهلي بشكل مخيف. وفي العاصمة الرياض، وعلى أول بارك تقدَّم النصر بهدف مبكر لـ تاليسكا، وقلت: ستكون ليلة السبت ليلة حضور النصر وسيكون هو الفريق المتمكن من إلحاق أول خسارة بالمتصدر، لكن دوام الحال من المحال، حيث استطاع الهلال من العودة بعد أن فرَّط النصر من تحقيق فوز كان في متناول اليد، وحقق التعادل، وهو الآخر أضاع الفوز مكتفياً بالخروج بنقطة، وتلك المباراة أصبحت حديث الساعة خاصة فيما يتعلق بمستوى التحكيم، وبالذات من قبل محبي الزعيم. أما ديربي الشرقية، فلن أتكلم عنه بسبب عدم متابعته لظرف خاص، سامحونا.
(ج) (جندل) (جبلين)
الفريقان أعلاه من فرق الدرجة الأولى، يجمعهما حرف (الجيم) وموقعهما في شمال السعودية، اشتركا معاً في صناعة (المفاجأة) هذا الموسم وبالتحديد في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، كان جندل الجوف، ذلك الفريق المغمور، متواضع الإمكانيات قد قدم إلى عروس البحر الأحمر لمقابلة بطل الكؤوس، ولم يكن أحد على وجه الكرة الأرضية يتوقع بأنه سيتمكَّن من الإطاحة بفريق كبير وواحد من أندية الصندوق وكما قيل، ليس هناك فرق بين كبير وصغير، ولا يوجد مستحيل في عالم كرة القدم، قلنا، مفاجأة الجندل، لن تتكرر، وأسموها (بيضة ديك) لكن في عروس الشمال، محافظة الكرم الحاتمي، كان هناك بالأمس (جبلين) يترصد للقادم من الساحل الشرقي المسمى (فارس الدهناء) ساعياً للصعود على كتفي الجبلين لدور الثمانية، ولم يكن على علم بالمفاجأة المدوّية، حيث بالغ المضيف في إكرام ضيفه وأخرجه من المسابقة بالأهداف الثلاثة مقابل هدف يتيم من ضربة جزاء. الجندل لم يواصل مكتفياً بفوزه التاريخي على الأهلي، والجبلين، لسان حاله ينطق قائلاً هدفي النهائي والفوز بكأس الملك.. سامحونا.
الأحمد (المواطن) رونالدو (البرتغالي)
أرجو أن لا يذهب البعض بعيداً لممارسة لغة التشكيك والتجريح بسبب العنوان أعلاه لفت نظري بعد إزاحة التعاون للنصر في الطريق لدور الثمانية بهدف لا يمكن نسيانه على المدى البعيد لابن عائلة عبدالوهاب الأحمد خريج مدرسة الهلال والذي لعب للفيصلي وأخيراً استقر به المقام في (سكري القصيم)، هدف الرأسية ينم عن روح رياضية قوية وطموح كبير وشغف شخصي شديد بالرغبة في التسجيل ليقدم لفريقه أفضل وجبة كروية، مثل ما يفعل حين يتجلى بطبخ كبسة لحم حاشي عند قدوم بعض أصدقائه من الرياض لبريدة بهدف زيارته، هناك يقال لن تنسى (كبسة وليد) التي تقارن بـ كبسته الرأسية. نعود للعنوان، كان من باب الأمانة الصحفية أن يأخذ وليد الأحمد نصيبه باعتبار الهدف (صنع في وليد) على غرار صنع في الصين، لكن لأنه ابن البلد تم تهميشه وذهب التركيز كله على تلك الضربة الجزائية التي أهدرها رونالدو، وهي الأولى التي لم يسجلها مع فريقه النصر العالمي مزيداً من الإنصاف للأحمد إعلامنا الرياضي.. سامحونا.
الرياضة المدرسية.. أين هي؟
قديماً كانت المدارس تشكِّل رافداً كبيراً للأندية في جميع الألعاب الفردية والجماعية، وكانت المسابقات بينها في دوري المدارس تتسم بالإثارة والحضور الجماهيري، كانت مخرجات الزمن الجميل إيجابية إلى حد كبير، لكنها بدأت تتلاشى تدريجياً رغم اختلاف البنية التحتية، بالأمس مبان متواضعة لا يوجد فيها سوى ملعب ترابي للقدم والطائرة في مساحة لا تزيد عن 300م، بينما هي اليوم مقرات نموذجية وملاعب مماثلة لما تملكه الأندية فضلاً عن أحواض سباحة بالذات في المدارس الخاصة، ومع هذا تبقى الرياضة المدرسية غائبة في مجال تقديم مواهب واعدة، وخير دليل على صحة كلامي هو تواضع نتائج المشاركة في دورة الألعاب الدولية المدرسية التي اختتمت منذ أيام في مملكة البحرين، وكان الترتيب متأخراً في المركز الخامس والعشرين عالمياً والخامس عربياً رغم المشاركة بوفد كبير وفي معظم المسابقات يجب أن تكون رياضتنا المدرسية ممولاً كبيراً في المشاركات الخارجية والسبب هو العدد الكبير لطلبة المدارس مقارنة بما هي عليه في دول الخليج تحديداً.. سامحونا.
الاتحادات الرياضية بين الانتخاب والتعيين
تم الإعلان مؤخراً عن اقتراب موعد فتح باب الانتخابات لـ14 اتحاداً ليس من بينها اتحاد كرة القدم، وهي خطوة جيدة خاصة لتلك الاتحادات التي لم تحقق نتائج إيجابية خلال المرحلة السابقة، هناك من يدعو لانتخابات بالكامل، وهنا للأسف قد ينجح عضو استطاع العمل على جمع أكبر عدد من أصوات الناخبين، وإن لم يكن مؤهلاً، في المقابل يرى البعض بحكم التجارب الماضية أن الأفضل هو تعيين نصف أعضاء أي مجلس إدارة اتحاد من قبل لجنة متخصصة تبحث عن الكفاءات الموجودة في الوسط الرياضي، والحمد لله تزخر بلادنا بمثل تلك القدرات التي لو طرقت باب الترشح فإنها للأسف لن تفوز بالانتخاب بسبب عدم معرفتها بقواعد اللعبة التي تتطلب الذكاء في كسب الأصوات التي تؤهل للنجاح في وجود تكتلات تستهدف فوز مرشح معين حتى وإن كان فاقداً للقدرات المطلوبة.. وسامحونا.