د.عبدالرحيم محمود جاموس
كان على ناصية الشارع..
يتربع مقهى أبو نبيل..
يرصد حركة العابرين..
الباحثين عن عمل..
الباحثين عن وطن..
الباحثين عن هدف..
عن حلم مستحيل..
كان يبدو لهم واقعيا..
كان يرتاده المثقفون..
من كل ألوان قوس قزح..
المنهكون المتعبون..
في حب لبنان..
في حب فلسطين..
بل وفي حبِ العرب أجمعين..
كانوا يرتاحون فيه قليلا..
يتحاورون يتجاذبون أطراف الحديث..
في شأن ما تبقى..
من طموح العرب....
من بقايا تطلعات واحلام..
تبدو لهم طبيعية..
كان هذا مشوارهم اليومي..
قد بدأ معه الحلم..
لكنه لم يكتمل..
كانوا يشربون القهوة العربية المرة..
يتناولون الكنافة النابلسية..
فطورا على الطريقة البيروتية..
كانوا يستمتعون..
بما توفر لهم من العمر..
ثم ينصرف كل منهم..
إلى مبتغاه..
مواصلين البحث عن هدف..
عن حلم بات مستحيلا..
كان يبدو لهم واقعيا..
إنه يوم من أيام بيروت...
في هاتيك الزمان البعيد..
بات لنا اليوم حلما ورديا..