سهم بن ضاوي الدعجاني
في زحمة «المنصات الرقمية»، والحضور السعودي العالمي المتجدد على كافة الأصعدة، يحتاج كل مهتم وباحث في الشأن السعودي في مختلف بقاع المعمورة، سواء داخل المؤسسات العلمية والأوساط الأكاديمية ومراكز البحث أو في الحياة العام، يحتاج هذا وذاك مصدر معلومة موثوقة وسريعة عن «المملكة» كياناً وتأريخاً وإنساناً، لذا جاءت منصة «سعوديبيديا» التي أطلقتها وزارة الإعلام، لتكون أول موسوعة رقمية شاملة تهدف إلى توفير معلومات موثوقة عن المملكة، وتقدم محتوى موسوعيًّا محايدًا يعكس صورة واقعية عن المملكة، وتركز على كافة الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والجغرافية والتاريخية، داخل المملكة، وهي مصدر أصيل يمكن أن تستعين به المنصات الإعلامية الإقليمية والعربية والعالمية، ولم تكتفِ «سعوديبيديا» بهذا بل هناك وسائط تثري المحتوى، كعناصر داعمة وجاذبة للقراء، مثل: الصور، والرسومات، والخرائط، ومقاطع الفيديو، والمقاطع الموسيقية والصوتية المسجلة، وتصاميم الإنفوجرافيك، ومما يزيد «سعوديبيديا» ثقة لدى الباحثين والأوساط الأكاديمية الأجنبية، أنها تُعنى بتوثيق الشأن المحلي للمملكة مكتوبًا ومرئيًّا ومسموعًا، معتمدة على مراجع حكومية رسمية مثل: دارة الملك عبدالعزيز، وكالة الأنباء السعودية، الكتب، البحوث والدراسات المحكّمة، المواقع الإلكترونية الرسمية للجهات الحكومية، والنشرات والتقارير الرسمية المنشورة.
قبل عشرة شهور قال وزير الإعلام: «نضع اليوم أولى لبنات الموسوعة السعودية (سعوديبيديا)، لنحث الخُطى نحو مرتكزات رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لبناء مجتمع حيويّ معتز بتاريخه وتراثه الممتد، وجذوره القوية الرّاسخة، وهويته الثقافية الفريدة لتنافس (سعوديبيديا) لأن تكون مصدر الرواية السعودية الأول للعالم، عن قيادة وشعب وتاريخ وجغرافيا وثقافة المملكة، من خلال منصة بلغات عدّة تبدأ بالعربية».
السؤال الحلم
متى تصبح منصة «سعوديبيديا» مصدراً أصيلاً للمعرفة الموسوعية، تستمد منه المنصات الإعلامية والمعرفية الإقليمية والعربية والعالمية بكل لغات البشرية، محتواها عن «الشأن السعودي»؟، في نظري أن هذا الحلم سيتحقق إذا أبدعت «سعوديبيديا» في الحضور المتجدد عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال حساباتها الرسمية في منصة «إكس» ومنصة «إنستغرام»، وغيرها من المنصات لتمارس الحضور الفاعل والجذاب والمباشر ليس في أوساط الباحثين والأكاديميين فقط، بل في عالم «الشباب» المتجدد من مختلف الأعمار والثقافات الذين يشاهدون أو يسمعون أو يقرأون، عما تمر به بلادنا من حراك حضاري بمواصفات عالمية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، لذا فهم يحتاجون «المعلومة السعودية» تصلهم في أماكن تواجدهم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، على أن تصل تلك «المعلومة» في قالب جذاب ومختصر العبارة وواضح الدلالة، وبهذا نستطيع من خلال «سعوديبيديا» صناعة صورة «الإنسان السعودي» بألوان إنجازاتنا الحضارية التي أصبحت حديث العالم، فالنجاح كل النجاح أن يتم العناق بين «المنجز الوطني» و»الحضور الإعلامي» من خلال «سعوديبيديا» ليرى العالم كله، هذا الوطن الحلم بعيون سعودية.