أ.د.عثمان بن صالح العامر
هذه دعوة مفتوحة لكل من قرأ الرؤية واستشربها، أو حتى اطلع على مقتطفات منها واستمع إلى أحاديث عنها، بل هي دعوة لكل من أراد أن يتعرف على أبعاد الرؤية وأبرز معالمها، دعوة لكل من أراد أن يرى الرؤية واقعاً نحياه، دعوة لكم أنتم أيها القراء الكرام جميعاً لزيارة (مدينة حائل) لتتعرفوا على رؤية المملكة 2030 كما هي لا كما قيل عنها.
لم يكن هذا الإنجاز الرائع لمضامين الرؤية ومفرداتها على أرض هذا الجزء من الوطن الغالي المملكة العربية السعودية لولا توفيق الله أولاً، ثم الدعم اللامحدود من قبل قيادتنا الحكيمة العازمة الحازمة لجميع مبادرات المنطقة المنبثقة عن الرؤية في جميع اتجاهاتها، والتي يقودها ويتابع تنفيذها ويصحح مسارها ويشجع ويحفز القائمين عليها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد أمير منطقة حائل، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن نائب الأمير.
لقد أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمـد بن سلمان بن عبد العزيز مهندس الرؤية ومبدعها هذه الرؤية الاستشرافية الواعدة (خطة ما بعد النفط) عشية الخامس والعشرين من أبريل عام 2016، ومنذ أعلنت وصدر بها التوجيه الكريم عكف صاحب السمو أمير المنطقة عليها قراءة وتحليلاً، وعلى ضوء ما انتهى إليه بعد هذا الجهد الفكري العميق شرع في رسم استراتيجية المنطقة الرامية للتطبيق المثالي لمضامين الرؤية حسب ما جاء في أدبياتها، ولعل من أبرز معالم خارطة الطريق التي ارتسمها سموه الكريم، ما يأتي:
* تحديد المميزات النسبية في المنطقة التي تركز عليها الرؤية بشكل مباشر.
* استقطاب الكفاءات الإدارية التي يعول عليها بعد الله التوظيف الأمثل للقطاعات التنموية في المنطقة، من أجل المشاركة الفعلية في صناعة الحدث الرامي إلى جعل حائل أنموذجاً للتطبيق الفعلي لرؤية المملكة 2030.
* إطلاق جائزة الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز آل سعود (بصمة) التي أعلن عن ميلادها سمو الأمير في الثامن من أغسطس عام 2017م، وذلك بغية رفع مستوى الأداء في تنفيذ المشاريع، والبرامج التي تدعم التنافس، وتساعد على تحقيق الصالح العام، على ضوء رؤية المملكة 2030. وتُمنح للأفراد وللقطاعات الحكومية والأهلية والاجتماعية، ولها خمسة فروع هي: (إبداع، مبادرة، عطاء، تميُّز، أداء).
* تسويق المنطقة بشكل علمي وإعلامي مدروس داخلياً وخارجياً، ولعلني لا أبوح بسر عندما أقول هنا إن المسوق الأول لحائل هو أميرها المحبوب الذي عشقها حتى النخاع، ومن ثم كان كل ما يقوله ويفعله ويدعو له نابع من القلب ليصل إلى قلوب كل من جالسه واستمع واستمتع بحديثه عن محبوبته (حائل)، سواء كان الحديث عن طبيعتها أو إنسانها أو لهجتها أو مشاريعها الواعدة أو نظرة ولاة الأمر الإيجابية لها.
* تشجيع رؤوس الأموال للاستثمار في مشاريع المنطقة خاصة السياحية والتجارية والصناعية والتعليمية منها.
* الاحتفاء بالوفود والأفراد الذين يزورون المنطقة من لدن مقام سمو أميرها وسمو نائبه قبل غيرهم، فهم من حباهم الله عز وجل دماثة في الخلق، ورقي في التعامل، وإنسانية رائعة يضرب بها المثل وتدرس للجيل.
* الاتصال المباشر من قبل سمو الأمير ونائبه بمتخذي القرار والمستثمرين رجال الأعمال، وتسهيل مهمة الشروع في تنفيذ مشاريعهم المتناغمة مع رؤية المملكة 2030، والمتابعة الدقيقة حال التنفيذ.
* توسيع دائرة المشاركة في منهجية العمل بحيث يكون النجاح مشاعاً، ويشعر الجميع أنهم صانعو ومبدعو الإنجاز التنموي الجديد في المنطقة.
* جعل المسئولية التنموية مسئولية الجميع مجتمعاً ومؤسسات، كل حسب موقعه في خارطة البذل والعطاء لهذا الجزء من الوطن المعطاء.
* تشجيع سمو الأمير وسمو نائبه للأفكار والأعمال والمبادرات النوعية الابتكارية غير النمطية، وتحفيز الذهن الجمعي في المنطقة للتفكير خارج الصندوق، وبطريقة احترافية إبداعية غير مسبوقة.
* مغازلة العالمية، والاتصال والتواصل الثقافي والتنموي والسياحي الترفيهي مع العالم الخارجي، بما يتوافق وسياسات المملكة، ويحقق رؤية المملكة 2030.
* الشفافية المطلقة مع إنسان المنطقة، واطلاعه في إثنينية سمو الأمير بما تم من منجزات تنموية، وما هو مجدول في قادم الأيام من أجل المواطن والقاطن والزائر لهذا الجزء الغالي من الوطن العزيز.
* دفع الجميع للمشاركة في البناء، حتى يكون كل منا شريكاً حقيقاً في تنمية الوطن.
* استقطاب المبادرات وتحفيز الهيئات المنبثقة عن رؤية 2030 لتكون حائل الأنموذج التطبيقي الأول لكل ما من شأنه جعل الوطن يحظى بتجربة ناجحة، ومثال متميز في هذا القطاع أو ذاك، فكانت أنسنة المدن، وكانت السعودية الخضراء، وكانت السياحة الصحراوية، وكانت المهرجانات والاحتفالات والمنافسات الدولية والإقليمية والمحلية، وهكذا.
* المراجعة الدائمة والمتابعة المستمرة والدعم والتحفيز الذي لا يمل ولا ينقطع من لدن سمو الأمير وسمو نائبه حتى صارت حائل الأجمل، وأضحت الرؤية واقعاً نحياه.
القارئ الكريم، إنني حين أختار هذه المنطقة من بين بقية مناطق المملكة الثلاثة عشرة، ليس لأنها هي وحدها من تعكس ما جاء في مضامين الرؤية واقعا حياً يعيشها إنسان الوطن، ولكن لأنني عايشت وعشت وتعايشت مع التجربة الحائلية منذ بدايتها وحتى تاريخه، يوماً بيوم، ومبادرة تلو أخرى، وحديثاً بعد أحاديث. وجزماً في كل منطقة منجزات ومبادرات وإبداعات تترجم شيئاً من مفردات الرؤية وأدبياتها، وتبرز معلماً أساسياً من أهم معالمها، والحديث في هذا الباب يطول، ودمت عزيزاً يا وطني، وتقبلوا صادق الود، وإلى لقاء، والسلام.