عطية محمد عطية عقيلان

«لولا الغرا محداَ قرأ»

الغيرة قد يكون اثرها طبيعياً علينا، عندما تكون محفزة لتطوير أنفسنا ودافعا الى العمل والدراسة والاجتهاد، ويعبر هذا المثل «لولا الغرا محداَ قرأ» عن تأثير هذه الغيرة، فلولاها لتوقف الناس عن القراءة، وفي رأيي أن الغيرة هي ردة فعل طبيعية، وللعاقل والأسوياء هي محفز إيجابي، ولكن قد تكون مضرة إذا رافقها الحسد والغيرة المرضية التي تجعلنا نعادي ونقلل من أعمالهم ونجاحهم، بدل تقليدهم للأفضل، وهناك مقولة جميلة للصحفية والروائية الفرنسية جورج ساند «قليل من الغيرة بناء، والكثير منها هدام»، طبعا تشتهر الغيرة بين المحبين وهي من نوع آخر من الغيرة، ولكنها ذا زادت عن حدها تصبح مدمرة ومنهية للعلاقة، قالت الشاعرة الأندلسية ولادة بنت المستكفي:

أغار عليك من نفسي ومني

ومنك ومن زمانك والمكان

ولو أني خبأتك في عيوني

إلى يوم القيامة ما كفانــي

* مغالطة رجل القش

في المناقشات الجدلية والتي تهدف الى اثبات وجهة النظر وهزيمة الشخص الآخر والانتصار في النقاش، ظهر مصطلح «رجل القش» وفيها يستخدم مغالطة بهلوانية ، هي أسلوب التشتيت عن الموضوع الرئيسي وتأخذه الى منحى آخر لا يمت للنقاش الأصلي بصلة، والاقتباس خارج السياق، طبعا أكثر من يستخدم هذا الأسلوب وبشكل واضح هم مقدمو ومحللو البرامج الرياضية والاقتصادية والسياسية، عندما يبدأون في النقاش على قضية معينة، ويتحول النقاش والجدال الى موضوع بعيد عن المعلومة الأساسية، مثال اذا قال محلل التحكيم في الاستوديو ان هذه الحالة تستدعي ضربة جزاء، الطرف الآخر يأتي بلقطة أو رأي سابق لنفس المحلل يقول بأنها ليست ضربة جزاء، استشهاد المغالطة البهلوانية للرأي الآخر أتى بلقطة «ليست مطابقة» ولكنها استخدمها كرجل القش لتشتيت الانتباه عن الحالة التي امامهم ومختلفة عن الاخرى، ونحن أحيانا نستخدمها في نقاشاتنا، ونتحول مجادلين حتى لا نعترف بالرأي الصائب.

* الحمل الزائد

بدون وعي أو إدراك منا نحمل معلومات أو حكايات لا تعنينا من قريب أو بعيد، وتشكل حملا زائدا ومؤذيا لصحتنا النفسية، ومع تزايد منصات التواصل الاجتماعي وارتباطنا بها، وما تحمله من ذكاء اصطناعي لمعرفة نفسيتك وما يجذبك، ستجد نفسك محملا ومليئا بالمعلومات التي تضرك أكثر مما تنفعك، فتجد معلومات مثل الأمراض النادرة حول العالم، وتنقلها لزملائك في القروب وهي حمل زائد لا فائدة مرجوة منها، وكذلك الفضفضة لحكايتنا اليومية ومشاكلنا لزملائنا، في تحميل زائد لهم لا فائدة مرجوة منها سوى أنك شخص شكاي وتنقل المشاكل وتنشر السلبية وتصبح حملا زائدا لمن يعرفك.

* النجاح الفاشل

من العبارات التي تختصر الكثير مما نقع فيه ونظن أننا حققنا النجاح هي عبارة «العملية نجحت بس المريض مات»، فقد نكسب نقاشا أو جدالا أو قضية على حساب حدوث شرخ أو هوة في العلاقة، وقد تؤدي الى قطيعة وعداوة، لذا قد نكسب ضد الأخوة والآباء ولكنها من باب النجاح الفاشل، المصحوب بآثار جانبية أكبر من النجاح المحقق، ومقولة الامام الشافعي لأحد تلاميذه بعد اختلافهم في مسألة، يا يونس، لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات ،فأحيانا «كسب القلوب» أولى من «كسب المواقف.

* خاتمة

قال له الحكيم: هل أدلك على ثلاثة أشياء إن فعلتها نلت رضا الناس؟

أجابه: لا شكراً، ما يهمني البحث عن رضا الناس بس.

الحكيم: ونعم الاختيار.