أ.د.عبد الله بن سليم الرشيد
إلا هوايَ فما أبْلَتْه (ستوني)
وما عداه فمَنْسِيٌّ إلى حينِ
أما الشبابُ فما زالت تـُخامرُني
بقيةٌ منه تَبكيني وتُبكيني
تَسْتلُّ ضَجْعةَ أيامي وتقذفُني
إلى قَصِيٍّ من الأحلام مـجنونِ
ما زال حين أناديه يلاطفُني
لكنني قابضٌ منه على طينِ
وليس بي عُنفوانُ الأمسِ كي أَرِدَ..
الروضَ الذي رقصتْ فيه رياحيني
تركتُ فيه فتًى كانت هِوايتُه
صيدَ المنى، وعِراكَ اللامِ والنونِ
وكان يفتـرعُ الأشواقَ، يـختلبُ المعنى
يقبّلُ أفواهَ الدواوينِ
فمِلْتُ عنه، مـحوتُ الدربَ، واكتهلت
مسافتي، وثوى في الصمتِ كانوني
وبِتُّ بين يَدَيْ ليلٍ يُسارقُني
لـَحْظًا، ويغرفُ من ذُعري ويسقيني
مذبذبَ الروحِ لا أُرضي ملائكتي
ولا أحقّقُ ما تـهوَى شياطيني
جاثٍ على سُدَّةِ الأعرافِ يغمزُ لي
جرحٌ يهيّجُ أحقادَ السكاكينِ
فليس ثـَمَّ سوى جمرٍ أريدُ له
ما لا يريدُ، فأغريه ويغريني
أُدْني له اللهبَ الذاكي فيخذُلُني
ومن فحيحِ رمادِ العمرِ يُدنيني
***
سيدفنُ البلبلُ الصدّاحُ بـهجتَه
إن أخلفَ الغيمُ ميعادَ البساتينِ